كتاب “رحلة في مجاهل الدماغ البشري” للدكتور جوزيف ب. مجدلاني متوفر بالمكتبات
بعد شوق وطول انتظار من قبل متتبّعي علم الإيزوتيريك، ها هو كتاب “رحلة في مجاهل الدماغ البشري” يبصر النور في طبعته الخامسة. هو الكتاب التاسع عشر من بين واحد وستين كتابًا من سلسلة منشورات علم الإيزوتيريك توقيع الدكتور جوزيف ب. مجدلاني (ج ب م). يضمّ الكتاب 368 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت- لبنان.
عناصر عدّة تتضافر في هذه الرواية العلمية الفريدة بمضمونها، لتقدّم إلى القارئ حقيقة ما يجري في دماغه… ولتكشف للطبيب سرّ ما غاب عن توصّلاته من الأسباب الخافية للأمراض الدماغية… ولتضيف إلى ثقافة طالب علم الذات عامة، والإيزوتيريك خاصة، معلومات تطبيقية غزيرة وفريدة من ضمن ما يتلقاه من معرفة ذاتية، وهو سائر على درب تحقيق الذات!
يكشف هذا الكتاب أنّ في الإنسان أعمق ممّا يُرى بواسطة المعدّات الالكترونية المتطورة… وفي الإنسان أبعد ممّا يظن الطب أنه توصّل إلى اكتشافه… وأشمل ممّا يعتقد أي عالم أو فيلسوف أنّه تعرّف إليه… ففي الإنسان كيان غامض، ما زال خفيًا عن أبصار الأكثرية الساحقة من البشر! هذا الكيان الغامض اللامنظور هو حقيقة الكائن البشري، بل إنّ الحقيقة هي نبض وجوده!
يكشف الكتاب أنّ ما توصلت إليه العلوم الطبية هو ليس الحقيقة الكاملة! والعلوم بأنواعها لم تسبر كنه الإنسان بعد! فالإنسان عالم مترامي الأطراف سحيق الأغوار ولامتناهي الآفاق… يحوي ما لا يخطر في بال العلماء! عالم الباطن اللامنظور فيه، أوسع من عالم الظاهر، ويحوي أكثر مما يحويه هذا الأخير! كيان عظيم هو الإنسان، يحوي طاقات هائلة لكنه لم يكتشفها في نفسه بعد! هو جسد وروح وبينهما مكونات باطنية خفية عدّة تصل الروح بالجسد، أو أبعاد وعي عدّة في كيان واحد! لكنه قادر على الانطلاق في كل هذه الأبعاد معًا، مزامنة!!!
يوضح الكتاب أنّ الدماغ ليس العقل، بل أداة العقل أو وسيطه في الجسد المادي أي الآلة المنفذة لإرادة العقل… عبره يتّصل العقل بالجسد لإيصال الرسائل والأوامر إليه. فالعقل جسم باطني لا مادي خفي، هو أحد أبعاد الوعي أو أجهزته في الإنسان، شأنه شأن أبعاد وعي سائر الأجسام الباطنية، أو المكوّنات الخفية في الكيان الإنساني.
العقل هو ما يبرمج عمل الدماغ، فيما الفكر جزء من العقل…
والدماغ أشبه بمرآة تعكس أعمال الفكر، وظيفته وصل الجسد بالعقل، أي ربط الجسد المادي بالجسم العقلي ذبذبيًا عبر الدماغ.
لقد شاء الدكتور مجدلاني أن يقدم إلى القارئ رحلة طالب معرفة (وهو طبيب) في مجاهل الدماغ البشري، كاشفًا حصيلة خبراته ومعرفته وتوصلاته. ولأنّه أرادها معرفة لكلّ قارئ، فقد استعاض الدكتور مجدلاني عن الأسلوب العلمي الجاف بالسرد الروائي، الذي يتميّز بالنفحة الأدبية الرقيقة والوجدانية في آن. فالهدف هو تقريب الحقائق من الوعي العام، وتسهيل عملية استيعابها! فالأسلوب القصصي والتبسيط العلمي في هذا الكتاب، جعلا من العلم وسيلة تثقيف… ومن الطب معلومات حياتية… ومن علم الحياة حقيقة يتوجّب على كل شخص الاطلاع عليها! بهذه الوسيلة لم يعد العلم منوطًا بالحائز على شهادة جامعية، بل صار موسوعة ثقافة تقدَّم إلى كلّ من تاق إلى معرفة الإنسان، حقلًا اختباريًا يشرَّع أمام كلّ من صبا إلى حقيقة الوجود!
إقرأ أيضاً
محاضرة بعنوان “أُمنيتي، هي…” للمعلّم ج ب م في سؤال وجواب مع المهندسة هيفاء العرب