قرار المسعود يكتب: اليوم فوز وغدا خسارة

 الفرحة بالفوز وتقبل الهزيمة من أدبيات كل الأمم والمجتمعات تتمنى النصر في كل الجوانب وهي غريزة في بني البشر. وهو أمر عادي بالنسبة للأمم والمجتمعات كلها تتفاعل مع الفوز و تقبل الهزيمة، لكن عند الجزائري هو أمر مر أكثر من اللزوم لعوامل يعرفها أهل البيت كما أن أهل مكة أدرى بشعابها. في هذا المشهد المتشدد والمشحون بالفوز مهما كان ثمنه، فمَنْ يحضّر للهزيمة ينجو منها، لأنه يدرك ويعرف ما هو ظاهر و ما هو باطن منها، فإن استطاع الفوز نال رضى الكل و إن لم يستطع أمام قوة تفوق تحضيراته فهو فائز في نظر البعض و معذور و مشكور لأن المكيدة أقوى مما دبر و حضر و خارجة عن نطاقه و إختصاصه. 

  مَنْ قال المدرب بلماضي أصبح من الماضي له حق و مَنْ قال بلماضي سيعيد الماضي له حق و مَن عرف مجريات سير الأمور في العالم الثالث كان مرتاحا أكثر وعرف من أين تؤكل الكتف. أعتقد أنني لم و لن أكون أكثر دراية من هؤلاء بالوضع العام في الميدان لكن خارجه يمكن التحليل على المؤشرات و ترتيب بعض العوامل و الإنتباه إليها حتى تطرح بعض الأسئلة الغامضة ليس على الفريق الجزائري فحسب بل في مجالات أخرى قيل أنها راجعة لخصوصية الكولسة الإفريقية، و مَنْ لم يستجب لها يعتبر متمرد و الجزائر و بعض الدول تعتبر من هذا الصنف الذي تجد طعم السياسة في نشاطها الرياضي و ثقافي و السياحي.

   هناك ملاحظات تستوجب الانتباه للمشهد مثلا فريق يرتب على رأس المجموعة على أساس نتائجه و في كل مرة لمدة ثلاثة كؤوس إفريقية يقصى دائما في الدور الأول و بنفس المدرب و يطلب من هذا المدرب البقاء من طرف الرأي العام و ذوي الدراية، هذا عجيب و غريب. إذا الإخفاق هذا راجع لعوامل خارج نطاقه.

1-4

   ومن جانب المعارضة الحاقدة التي لم تحقق لا كأس و لا فوز في إفريقيا تطلب تعويضه بمدربين لم يحققوا ما حققه و يفتخرون بلاعبين لم يحققوا ما حققه الفريق الحالي. هل هذا تحليل أم تهريج. وهم يدركون أن المناخ الإستوائي يمتاز بحرارة ورطوبة عالية وخاصة في فصل الصيف الذي برمج فيه كأس إفريقيا بكود ديفوار هذه السنة بمنشأت محدودة مقابل كأس العالم 2022 بقطر الذي اشترط التهوئة اللازمة حتى في المدرجات لأن الفرق الأوروبية لا تتحمل الجو هناك. فكل فرق شمال إفريقيا يصعب عليها التأقلم. فقضية إقصاء الفريق الجزائري وربما غيره من المنافسات القارية ليس مسألة تحضير ولا تكتيك ولا أخطاء المدرب ولا يدخل فيما يتعلق بالجانب الرياضي.

   في نفس السياق لما تلاحظ ببساطة تحضير لإقصائه مهما تطلب الأمر لأنه ليس من باب الصدفة وغريب عندما يجد فريق ما كل الملاعب جاهرة في بلاده وعند جيرانه ويصر على أن يلعب في ملعب مدينة مراكش السياحية ضد فريق الجزائر أو فريق جيبوتي الشقيقة على سبيل المثال تختار نفس ملعب مراكش و هناك ملاعب بجانبه في السعودية و مصر أجود و أرقى منه في المباراة الرسمية مع الفريق الوطني الجزائري.  بالإضافة إلى أجهزة المراقبة تكون غير جاهزة في مباراة الفريق الرسمية زيادة على أن السيد الحكم لم يقبل اللجوء اليها رغم الإلحاح. فإن لم يتغير الوضع في المؤسسة المشرفة في القارة، سنشاهد نفس النمط مع فرق أخرى في نفس المواقف.

اقرأ للكاتب

قرار المسعود يكتب: سامية الملوك وسامية الصهيونية

شكرا للتعليق على الموضوع