زياد شهاب الدين يكتب: الإقبال المتزايد على علوم الإيزوتيريك
لم يفاجئني في الآونة الأخيرة الإقبال المتزايد على محاضرات علوم الإيزوتيريك التي تنظمها جمعية أصدقاء المعرفة البيضاء. فمركز علوم الإيزوتيريك الذي أسّسه الدكتور جوزيف بهو مجدلاني (ج ب م) في أواخر الثمانينيات من القرن المنصرم، والذي ناهزت مؤلفاته المئة كتاب في ثماني لغات، يغصّ دومًا بحضور متتبعي علوم الإيزوتيريك ومريديه…
لكلّ من الحضور سبب أو أكثر لاهتمامه بعلوم الإيزوتيريك، إلّا أنّ هناك سبب مشترك بين الجميع، وهو شعور السعادة والراحة الذي أكسبهم إياه السعي إلى التطور في الوعي. وحين نقول التطور في الوعي، فذلك التعبير يمتدّ ويتشعّب ليشمل العديد من النواحي النفسيّة والحياتيّة التي تصبّ في مصلحة الفرد.
واقع الحال ينمّ عن أنّ السواد الأعظم من الناس بات يعيش تحت وطأة الظروف الحياتيّة الصعبة، التي تترك آثارها السلبية على نفسيّة الفرد. إلّا أنّ مَن تعرّف إلى منهج علوم الإيزوتيريك، بات على يقين بأنّه قادر على تغيير هذه الظروف، أقلّه على الصعيد الفردي في بادئ الأمر إن أدرك ووعى أنّه هو نفسه محور وسبب كلّ ما يختبره من أحداث، ويختلجه من أحاسيس، ويعتمره من أفكار.
فمن جملة ما توّعي إليه علوم الإيزوتيريك مريدي الوعي هو كيفيّة تغيير الظروف الخارجيّة للمرء بعد أن يتعلّم كيفيّة تغيير العوامل النفسيّة لديه، وجلّها استبدال الصفات والمسلكيّات السلبيّة بأخرى إيجابيّة تطبيقًا عمليًا في الحياة.
هذا ومع تمرّس مريد المعرفة في فهم مكنونات نفسه، ومن ثم العمل على تطوير وعيه عبر تطبيق معارف ومفاهيم علوم الإيزوتيريك في حياته العمليّة، يشعر وكأنّ يدًا خفيّة نقلته من واقعه إلى واقع آخر أكثر راحة وسعادة، والأهم أنّه تلمّس مشاعر السلام الداخلي. هذا الواقع يجعله ينظر إلى الأحداث مهما كانت سلبيّة من حوله، كمَن ينظر عبر ألواح زجاجية إلى واقع آخر يدور من حوله من دون أن تطاله أحداثه.
هذا ومع تمرّس الفرد في الترفّع عن الصفات السلبيّة والانغماس بالأمور الماديّة، يرتفع فوق المنغصات الحياتيّة والآلام النفسيّة، ويفسح في المجال لمشاعر السعادة كي تتسلل لتتغلغل في كيانه.
فالسرّ كلّ السرّ هو في ما تقدمه علوم الإيزوتيريك من تقنيات عمليّة حياتيّة ترفع المرء من واقع إلى آخر بعد أن يتعرّف إلى كيانه بكليّته، المادي – الذري واللامادي – الذبذبي، وتعلّمه كيفية تغيير درجة تذبذب كيانه اللامادي عبر التطور في الوعي، ليتجانس هذا التذبذب مع درجات الوعي والسعادة والراحة النفسيّة التي تنعكس لا محال ترقي حياتي على كافة الصعد.
وأنا كطالب معرفة أختبر لسنوات طويلة فوائد علوم الإيزوتيريك الكثيرة، ولا أزال، أدعوالجميع إلى ألّا يفوّتوا فرصة التعرّف إلى أسرار الحياة السعيدة وتقنيات فنّ عيش الحياة عبر مطالعة مؤلفات علوم الإيزوتيريك للمعلم الدكتور جوزيف ب مجدلاني (ج ب م) وحجز مقعد في المحاضرات الأسبوعيّة التي تقام في مركز علوم الإيزوتيريك للاستفادة بما أفادتنا به هذه العلوم كطلابها…
والتجربة خير برهان.
إقرأ للكاتب:
زياد شهاب الدين يكتب : عطاء النفس للنفس .. إرتقاء في الحياة