رولا سرحان تكتب : المفاوضون الجدد
أثبتت أحداث المسجد الأقصى المبارك، والتعاضد والتآخي، والنصرة لبعضنا البعض، وشهداؤنا الأبرار، ورباط المقدسيين، وقدرة أصحاب العمائم على اتخاذ القرارات النابعة من صميم رغبة الشعب في الانتصار لحقه، ألا قيادة في الشارع إلا للشارع.
كل ما يجري من مشاهد يثبت مجددا أن هذا الشعب قلبه مربوط مرابط على حقه في أرضه ووطنه ومقدساته، رغم كل سنوات الضياع إثر اتفاقات أوسلو، التي نحمد الله أن القيادة في حينها وإلى حيننا لم تتمكن من طرح ملفات الصراع الأساسية للتفاوض.
اليوم كل ما يجري، يجري في الاتجاه الصحيح، وكما يريد الشارع له أن يكون لأن لا أجندات خفية موجهة، ولا مآرب سياسية شخصية، ولا امتيازات إلا للشهداء ولذويهم فهم سيتربعون في قلوبنا وعلى رأس صفحات تاريخنا.
اليوم تجري الأمور بعكس ما يريد الاحتلال، وبعكس كل التقديرات الأمنية التي قالت إن سنوات سلام مزعوم افتراضي قد استطاعت ترويض الفلسطينيين، وتجريدهم من عواطفهم وانتماءاتهم الوطنية.
النجاح الوحيد الذي تحقق للاحتلال وللسياسيين أنهم تمكنوا من تجريد الشارع من انتماءاته الفصائلية والحزبية الضيقة، لأنه لم يعد لتلك الفصائل والأحزاب وجود لأنها لا تستطيع تحريك الشارع.
وما يحدث اليوم لا يستطيع أي فصيل من فصائل منظمة التحرير أو من هم خارج المنظمة تجييره لصالحهم أو لمصلحتهم لأنهم لم يشاركوا فيه ولا يستطيعون ان يكونوا أصحاب فضل فيه.
كل المشاهد في القدس لا توحي لك إلا بشيء واحد أننا سننتصر لأنفسنا لأول مرة وبأنفسنا، دون أن يتدخل السياسيون، الذين إن تدخلوا في أمر أفسدوه.
لذلك أيها السياسيون أجلوا قدر ما استطعتم التفاوض على مصيرنا، هنالك مفاوضون جدد يخلقون لنا واقعا جديدا، ويرفضون الواقع الذي خلقتموه لنا.
الحدث