قرار المسعود يكتب: عندما تتغلب الفراسة على التاريخ

   التاريخ حقائق والفراسة انسجام وتعامل مع الواقع بسلاسة، ولا يكفي للتاريخ سيطرته دائما و العمل به. بل نجد الفراسة تجدُ لكل حالة تعاملا مرن وسبيلا مناسبا و بالتي هي أحسن لتبليغ الهدف المرجو، عكس التاريخ فإنه صلبُ و لا يقبل التكلم خارج الحقيقة.

    إن الحوار الذي أجراه د. محمد الأمين بلغيث مع القناة الإماراتية، كان بمثابة معركة بين الحق و الباطل، كان سلاح الأستاذ الحقيقة والصف المقابل كان حواره مدروسا ومحبوكا لنشر الفتنة و الكراهية بين العائلة الواحدة. فالأستاذ العالم المحترم  وجد  نفسه وكأنه في المحيط الهادي المملوء بالمكائد البغيضة والمدبرة بإحكام، فمهما حاول الابحار تعمق أكثر و كانت الأمواج أعلى منه.

   لا التاريخ يمحى  و لا الفتنة تزال،  فعلى المجتمع الجزائري و غيره، الذي يتطلع لبناء بلده نحو العصرنة و التقدم و الاستقلال السياسي و الاقتصادي أن يساهم بقدر الإمكان كل  في مكانه و على مستواه في استقرار و حماية و طمأنة المجتمع حتى تثبت الدولة وجودها الكامل و تعالج كل قضية  في وقتها بالأدوات اللازمة. كلنا من آدم و آدم من تراب و لا أحد خير من الآخر إلا بالعمل الصالح و المخلص لوطنه.

   فاليوم كل عمل مهما كان يقاس و يعالج بمقدار الحالة التي في محيطه و من طرف أهله ، حتى لا يصبح الحق يؤدي إلى الباطل و البهتان، أعتقد أن ما قاله صحيح، ولكنه مخطئ من حيث توقيته ومحله.

على هذا الأساس جاءت الفراسة بالحكمة والحنكة التي من شأنها يستمر الاستقرار إلى السبيل المنشود ولنا عبرة في عهد الحديبية وفتح مكة وغيرها.

     عندما تتحول الحقيقة إلى كذبة رسمية!

— تشومسكي يفضح اللعبة

“الوسائل الإعلامية لا تكتفي بنقل الواقع… بل تعيد تشكيله!”

بهذه الجملة يلخّص نعوم تشومسكي واحدة من أخطر أفكاره:

الإعلام ليس ناقلًا للحقائق، بل صانعًا للرأي العام.

 في كتابه الشهير “صناعة consent” يقول:

“يتم تصنيع الموافقة عبر الإعلام، ليقتنع الناس بما يخدم الأقوياء.”

كيف؟

عن طريق التكرار، التهويل، الإلهاء، والانتقائية في نقل الأحداث.

 النتيجة؟

نحن لا نرى العالم كما هو… بل كما يُراد لنا أن نراه.

فكر مع نفسك:

هل اختياراتك السياسية، استجابتك للأزمات، وحتى غضبك… فعلاً نابع منك؟

أم تمت برمجتك على ذلك؟

هل ترى نفسك حرًا في تفكيرك؟

اقرأ للكاتب

قرار المسعود يكتب: حتى العظمة لها أجل

شكرا للتعليق