مصر وإيران

بقلم: صالح الشايجي

تعتبر مصر أنموذجا للدولة الحضارية العريقة التي تتعامل وفق أخلاقيات الدولة العريقة ذات الإرث الحضاري الانساني العريق التي تبني ولا تهدم وتعزز الوجود الحضاري الانساني ولا تعمل على زعزعته أو هدمه، وتعلي من قيمة الانسان وإنجازاته.

لذلك فإن أكثر عباقرة الشرق – في العصر الحديث – هم من مصر.

أمير الشعر العربيّ من مصر ومثله باعث الحياة للشعر العربي – الذي مات أو كاد فيما يسمى «عصر الانحطاط» – وعميد الأدب العربي مصري وأول عربي حائز جائزة نوبل مصري. وفي مجال العلوم مبرزون مصريون اختطفهم الموت المُدَبّر وشيوخ الدين وعلومه وفقهاؤه مصريّون وأشهر قراء القرآن وأجودهم ومن جذب الآذان في الأقاصي إليهم، هم مصريون.

وملوك الرواية العربية مصريون ومثلهم نجوم الفن في التمثيل والغناء والرقص والموسيقى.

والقائمة طويلة أعجز ويعجز غيري عن تعدادها وتتبع تفاصيلها.

وفي زيارتي الأخيرة للقاهرة أنخت بعض ذاتي الراحلة في مصر الفاطمية، حيث الأزهر وجواره.

مصر «المعز لدين الله الفاطمي» و«جوهر الصقلّي» باني هذه المصر.

وفي تراث مصر يقولون «واللي بناكي يا مصر في الأصل كان حلواني».

وقرأت مرة لأحد الباحثين المصريّين أنّ «جوهر الصقلي» باني مصر الفاطمية، كانت مهنته الأساسية «حلواني» أي صانع حلوى، قبل أن يتعلم الفنون العسكرية ويصير قائدا لقوات المعز لدين الله الفاطمي الذي غزا مصر واحتلها، وهو – الصقلّي – من أسس للبناء الفاطمي في تلك الحقبة، لذلك ظهر هذا الموال القائل « واللي بناكي يا مصر في الأصل كان حلواني».

ومن هنا جاءت «حلاوة» مصر الفاطمية في مساجدها وأزقتها وأسواقها وأسوارها وبواباتها.

ربما السرّ المصريّ، يكمن في أنّ مصر التي تعدّدت عليها الغزوات والاحتلالات، جعلت من تلك الثقافات الغازية ودائع في مخزونها الثقافي وبنت عليها لذلك تحولت – كما تُعرف عالميا – إلى أكبر متحف مفتوح في العالم يحوي ثلاثة أرباع آثار العالم.

عندنا أيضا في الشرق دولة حضارية عريقة أخرى هي «إيران» ولكن ليتها عملت كمصر وحافظت على عراقتها وتاريخها ولم تبدده في القلاقل والحروب، وليتها صدرت حضارتها بدل تصدير «ثورتها»!

بلا قناع

الانباء الكويتية

 

شكرا للتعليق على الموضوع

مجدى قاعود

رئيس مجلس الإدارة مستشار قانوني صاحب مكتب قاعود للاستشارات القانونية وأعمال المحاماة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *