“أمير عاطف” و “محمد مجدي” يغزون معرض الكتاب بالتشويق والإبداع

وائل نيل يؤكد: كُتاب يحترمون أقلامهم وقراءهم 

صدر مؤخراً عن دار دَوِّن للنشر والتوزيع رواية “قلوب مضادة للرصاص” للكاتب الروائي محمد مجدي، حيث تتناول الرواية أحداث متشابكة وغامضة وخاطفة، تبدأ بتلك الجملة المكتوبة بالألمانية “شرفي هو ولائي” فوق كهف في مدينة العلمين، ويقرأها “يوسف” الذي كان يبحث عن شيء مقدس، و”زينة” التي تصر على اتهام البعض بقتل زوجها، وعلى الرغم من أن “يوسف” لا يعيش في العلمين ولا يعرف من سكن ذلك الكهف ولماذا كتبت تلك الجملة، وعلى الرغم من أن زوج “زينة” لم يقتل وأنها تصر على موته مقتولاً ونسبياً هي صادقة في قولها، إلا أن ما يزيد الرواية غموضاً أن “يوسف” لا يعرف “زينة” ولم يقابلها ولكن أشياء كثيرة تجمعهم من خلال الأحداث المتشابكة.

وبأحداث متسلسلة تتوالى عاصفة التفاصيل التي ستقلب الحقائق في رواية لكاتب صاحب أسلوب متمكن وشيق استطاع أن يصنع لنفسه اسماً بارزاً في أدب الجريمة والخيال، لاسيما بعد نجاح رواياته السابقة “داخل الغرفة الزجاجية”، و “كل الأمور السيئة”.

على الجانب الآخر يأخذنا الكاتب الروائي “أمير عاطف” الذي صدرت رواية “لا شيء مما سبق” عن نفس الدار إلى جرعة أخرى من التشويق وحكاية أخرى من الإبداع عن يوم واحد فقط يغير حياة بطل الرواية ويقسمها إلى نصفين متناقضين تماماً، لتبدأ الأسئلة في طرح نفسها بقوة هل هو طيبٌ أم شريرٌ، ماكرٌ أم ساذجٌ، مسلمٌ أم مسيحيٌّ، جانٍ أم مجني عليه؟!، حتى هو نفسه لم يستطع الإجابة على هذه الأسئلة إلا بعد الخوض في رحلة تحبس الأنفاس مع كل حدث يقابله، صليب، وشم، قرآن، كاميرا، طبنجة ميري، كارت ذاكرة، صراخ، ضياع، وصمت. جميع ما سبق ليس إلا أيقونات وتمائم تتشابك بها أحداث الرواية التي لا تهدأ، ويأخذنا فيها المؤلف عبر شخوصه الذين يمثلون نماذج تفنَّنت في صنع الفساد والانحلال، من خلال أحداث مُربِكة، مُرهِقة للأعصاب يغلفها التشويق والإثارة ولغة أدبية متقنة ترجمها أمير عاطف للقراء في روايته الأولى “طارئ” وأثبتها في عمله الثاني “لا شيء مما سبق”.

من جانبه أشاد الكاتب الصحفي وائل نيل، بالموهبة التي يمتلكها كلاً من أمير عاطف ومحمد مجدي، مؤكداً على أنهم كُتاب يحترمون أقلامهم وقراءهم ولذلك استطاعوا أن يثبتوا وجودهم بشكل سريع على الساحة الأدبية، وتابع نيل أن نجاح محمد مجدي وأمير عاطف يعتبر مثالاً حي لكل من يشكك في قدرة جيل الكُتاب الشباب على النجاح، ودليل عملي على أن الاستمرارية تبقى لمن يقدمون مادة أدبية تحترم عقول القراء.

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *