من مسيحي الى السيسي

لي مجموعة من أصدقاء مسلمين ومسيحيين نتقابل اسبوعيا منذ 25 سنة، ومنذ خمس سنوات وتحديدا سنة 2011 في الأسبوع التالي لحادثة كنيسة القديسين  والتي حدثت ليلة رأس السنة.. وفي الأسبوع هذا تقابلت المجموعة اغليها، وكان موضوع النقاش عن حادثة الكنيسة .. وكانت تعليقات كثيرة وردود أفعال شتى..

حتى أنني انفعلت جدا في هذه الليلة.. وصوتي ارتفع بحده وكنت مخنوقا  جدا.. ولم اجد من يبل ريقي.. حتى ولو بكلمة واحدة.. تهدئ غضبي وتمتص انفعالي. لكن كانت اغلب الردود ان الإرهاب ليس ضد المسيحيين فقط بل ضد المسيحيين والمسلمين .. وعدت الليلة.. وفي اليوم التالي جاء لي  صديقي الحبيب“ احمد شتا“  زارني في منزلي ثم قال لي“ انت امبارح كنت منفعل جدا ولم اكن ان اتخيل ان اراك بهذا الشكل  ابدا.. فقلت الحزن والغضب يملؤني .. الضرب في المسبحين أصبح ممنهج وليس له سقف، فقال لي.. لكن انفعالك هذا يمكن ان يكون له اثرا سلبيا على صحتك ، ولماذا كل هذا الانفعال.. فقلت له : كنت اتوقع كلمة ولو بسيطة تطيب خاطري او تهدئ من روعي، ولكن للاسف .. كان رد الفعل مغايرا ولا عزاءا،  فقال لي .. الا تعتبر زيارتي  بمثابة عزاء .. وتتطيب للجرح الذي بداخلك… فقلت له العفو .. وشعرت بالراحة والسكينة.. فكانت كلماته كالبلسم…

      ومرت الايام والسنين.. الى ان وصلنا للاسبوع الماضي، وما اشبه الليلة بالبارحة ..في يوم 6 يناير .. ارسل الرئيس السيسي .. رسالة تهنئة الى البابا تاوضروس الثاني مهنئا الشعب المسيحي بعيد الميلاد   المجيد فشعرت انها كانت مرة وعدت وانه سيكتفي بهذه الرسالة هذا العام .. ولكن كانت المفاجأة .. حيث وجدث الرئيس السيسى داخل الكاتدرائية كلاسد .. ووجهه يشع نور ويمتلئ بسعادة وابتسامه .. وضحكه لم اشاهدها على وجهه من شهور، حتى ان افراد الشعب داخل الكنيسة قال: ” حصوة في عين اللي ما يصلي على النبي“ فتعالت الضحكات في ارجاء الكاتدرائية .. واذا بالرئيس السيسي يعتذر للبابا تاوضروس الثاني عن كل ما واجه المسيحيين من عنف وتطرف وقسوة من المتطرفين والذي قابلها الشعب المسيحي بمزيد من الخير لهذه الام الطيبة مصر.. ثم اعنذر ايضا عن التأخر في ترميم الكنائس المحروقة والتي تهدمت بيد الإرهاب  االاسود.. قائلا لن يمر هذا العام 2016 والا سيتم إصلاح الكنائس..

 إجلالا واحتراما ومحبة.. خالصة لك يا سيسي .. أجمل وألطف وأحب وارق رئيس أنجبته مصر  في ما تفعله ولم يفعله رئيس من قبلك..

أطال الله في عمرك وجزاك الله خيرا !!

جمال جليل- تورنتو- كندا

شكرا للتعليق على الموضوع