ناصر اللحام يكتب : حين يصرخ الرئيس يسخسخ الاعلام
في كل مرة احاول أن افهم النظام السياسي الامريكي ، تراني اعود من جديد الى ملف إبادة الهنود الحمر ، وحين أقرأ من جديد كيف قتل المستعمر الابيض نحو 90 مليون هندي احمر بالحرب البيولوجية ، قضى أكثر من 90% منهم بواسطة السم حين رمى الرجل الابيض الطعام المصاب بالتيفوئيد والحصبة والملاريا وغيرها من الامراض التي حقنت عمدا في المواد الغذائية ، يطير صوابي .
وأجلس أتخيل كيف يترك المستعمر الطعام والشراب المسموم لقبائل كاملة وكيف يتفشى المرض في الاطفال والنساء وتنتشر العدوى حتى تم ابادة أمم كاملة دون أن يرجف للتاريخ جفن .
والأكثر ألما ان اي مثقف أمريكي سوف يجادلك في الأمر ويقول لك ان معلومتك خاطئة فنحن لم نقتل سوى 30 مليون فقط ، اما الباقون فماتوا بالامراض !!!
وحين يريد الامريكيون تدريس تاريخهم يبدأون من عند جورج واشنطن وكيف حرر العبيد في العام 1670 . ولا يبدأون مطلقا من سنة 1500 وكيف أبادوا الهنود وكيف استعبدوا العبيد.
أكتب هذا وأنا اشاهد المناظرات الرئاسية بين المرشحين ( لا يوجد طبعا اي مرشحين وانما هناك مختارين من جانب حزبين مسيطرين يحتكران البترول وصناعة السلاح والاعلام وهوليوود المال والنفوذ ولا يمكن لاي مرشح آخر ان ينجو منهما ) . فيقف المرشح ترامب ويقول أي كلام فيصرخ مئات الشباب والصبايا الذين تم اختيارهم بعناية ليقفوا قبالة الكاميرات . يصرخون بطريقة هستيرية خلف المرشح دلالة على التأييد الجارف .
وتقف هيلاري كلينتون وتقول أي كلام جرى تدريبها على قوله ، ولكنها قبل ان تكمل كلامها يصرخ مئات الشبان شغفا واعجابا بما قالته .
وانتم تعلمون ان المصفقين والصريخين لم يسمعوا اية كلمة مما قاله المرشحان وانما هم مدربون على الصراخ بشكل تلفزيوني بائس لصناعة خلفية الصورة المطلوبة لاستكمال لعبة سينمائية لاغتيال الرأي العام .
ان سبب مأساة الشعب الامريكي؛ وسبب بؤس شعوب الارض قاطبة، هو سيطرة هذين الحزبين على امريكا . ومواصلة الانتخابات بهذا الشكل السفيه الوضيع والمغفل .
وانا هنا انتقد الاعلام الامريكي المستسلم لقدره تحت نعل هذين الحزبين، وكلما صرخ الصارخون وكذب المرشحون ، سخسخ الاعلام ورفع المذيعون رصيدهم في البنك وأخفضوا رؤوسهم، وأخفضوا رأس الحضارة .
اذا كان هناك مجتمع في العالم يحتاج الى ربيع عربي ؛ فهي أمريكا الرأسمالية ، ونظام الامبريالي الخنزيري . لان امريكا الان قمة الحضارة والتقدم العلمي ويعيش في تلك القارة أمة عظيمة تستحق قيادة أفضل.