مدحت محى الدين يكتب : 6 أكتوبر أجازة رسمى !
أجيال عصرنا هذا لا يعرفون عن حرب السادس من أكتوبر 1973 سوى أنه يوم أجازة رسمية فى الدولة ، وأن التليفزيون يظل يعرض الأفلام القديمة التى جسدت حرب أكتوبر مثل ” الرصاصة لا تزال فى جيبى ” و “العمر لحظة ” و ” الطريق إلى إيلات ” …وهذه حقيقة مؤسفة لماذا ؟ الإجابة هى أن الثقافة العامة والهوية المصرية ضاعت منذ زمن فالأجيال الآن قدوتهم ” محمد رمضان ” وحلمهم أن يصبحوا ” الأسطورة ” ، فالمواطن المرتاح مادياً أصبح أولاده فى المدارس الإنترناشيونال “الدولية ” يحتفلون بعيد ” الهالوين ” الذى يحتفل به الأمريكيون ولا يمت لمصر ولمجتمعاتنا العربية بصلة ، والمواطن تحت خط الفقر لا يعرف سوى ” عبده موتة ” و” الألمانى ” .
وبحجم أسفى على إنحدار الذوق العام وإنعدام معرفة هذه الأجيال بتاريخنا وبإنتصار هام حققته مصر فى يوم من الأيام أشعر بالفخر لأنى شرفت بلقاء وعمل حوارات تليفزيونية مع العديد من قيادات وأبطال حرب أكتوبر المجيدة مثل المشير الراحل ” أبو غزالة ” و اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية فى حرب أكتوبر 1973 ، واللواء عبد المنعم خليل قائد الجبش الثانى الميدانى فى حرب أكتوبر ، واللواء طيار صلاح المنياوى رئيس هبئة عمليات القوات الجوية فى حرب أكتوبر ، واللواء قبطان بحرى يسرى قنديل ، واللواء طلعت مسلم وغيرهم من أبطالنا الحقيقيين .
للأسف الموضوع ليس فى أن حرب السادس من أكتوبر كانت حرب انتصرت فيها مصر على إسرائيل وقضى الأمر بل هى أكبر من ذلك ، هى الحرب التى بيّن فيها العرب إتحادهم وتعاونهم ضد عدو واحد وهو الكيان الصهيونى ، وهى الحرب التى وحدت أطياف الشعب على حب بلده وانتماؤه لها ، وهى الحرب التى أكدت أن العرب لا تنقصهم الحماسة ولا الشجاعة ولكن تنفصهم القضية ، وهى الحرب التى ردت للمصرى أرضه وتحررت فيها مصر وأضافت إلى تاريخها إنتصاراً يعرفه العالم ويجهله شبابها .