محمود عبد القوى يكتب : أزمة ربع العمر
يصف الكاتب البريطاني «داميان بار» في كتابه «دليل النجاه من أزمة ربع العمر» حجم وجود الأزمة بقوله: «الكثير من الناس سوف يقولون إن الأزمة لا وجود لها، ولكن الحقيقة أن سن العشرينات اليوم ليس كما كان في زمان آبائنا، فأن تكون في العشرينات الآن شيءٌ مخيفٌ، لأنك ستقاتل الملايين من الخريجين للحصول على وظيفتك الأولى، وتكافح لشراء مسكنك، وفي نفس الوقت ينبغي عليك إيجاد الوقت الكافي للعناية بعلاقاتك الشخصية».
أهم المسبِّبات: الأعباء المالية وضغوط الزواج .
علامات تؤكد إصابتك بـ«أزمة ربع العمر»
ربما يشعر الكثير من الشباب بأنهم يعيشون أزمة «ربع العمر» ولكنهم لا يستطيعون التأكد من ذلك، ومن خلال هذه العلامات الثمانية سيمكنهم التأكد ما إذا كان شعورهم صحيحًا أم لا:
1- تستهلك الكثير من وقتك في مقارنة نفسك بأصدقائك، من خلال متابعتهم بالعديد من الوسائل مثل: حساباتهم على موقع «فيس بوك»، والنظر إليهم على أنهم أكثر نجاحًا منك، وأن هناك فارقًا زمنيًّا كبيرًا بينك وبينهم.
2- تمر عليك أيام الإجازة دون أن تفعل فيها شيئًا مثيرًا للاهتمام، وفي نفس الوقت يذهب أصدقاؤك لزيارة أماكن جديدة، أو ممارسة أنشطة لكسر الروتين.
3- تطاردك معظم الوقت أحلام يقظة تصور لك الحياة التي كنت تطمح أن تعيشها اليوم، والمختلفة بشكل كبير في تفاصيلها عن حياتك الحالية.
4- لا تشعر بالسعادة رغم كل إنجازاتك، وتعتقد إن الكثير منها لم يكن تأثيره متناسبًا مع توقعاتك، وأن الأهداف التي وضعتها عندما حققتها اكتشفت أنها لا تستحق المجهود الذي بذلته من أجلها.
5- تشعر بالحنين إلى أيام المدرسة والجامعة؛ وذلك لنمط الحياة البسيطة الخالي من التعقيدات الذي كنت تعيشه في هذه المرحلة من حياتك.
6- ترعبك فكرة وضع ميزانيتك المالية، وتتجنب الاستثمار والمخاطرة بأموالك قدر الإمكان، وتشعر معظم الوقت بالخوف من أن ينفد مالك.
7- يسيطر عليك طول الوقت إحساس بالخوف من الفشل، وعلى عكس ما كنت تفعله في فترة الدراسة الجامعية من تغيير للتخصصات وتجربة أشياء جديدة، فأنت اليوم يصيبك الذعر لمجرد التفكير في تغيير مسارك المهني، وتعتبر أن ذلك يعني أخذ حياتك إلى مسارٍ سيئٍ بطريقة لا يمكن تعويضها.
8- أصبحت الوحدة نمط الحياة الجذاب بالنسبة إليك، وتحولت فكرة الخروج بصحبة أصدقائك إلى أمر ممل، وكثيرًا ما تشعر بالغربة أثناء وجودك معهم.
حسنًا.. ما هي الحلول الممكنة؟
بالطبع لن يحدث التغيير للأفضل بشكلٍ مفاجئ، ولكنه سيأخذ منك الكثير من التخطيط، والوقت، والجهد، حتى تنجح في النهاية أن تتجاوز أزمة «ربع العمر» بسلام، ولكن هناك بعض الإرشادات التي ستوفر عليك عناء الدخول في الكثير من التجارب الخاطئة مثل:
1- لا تتعامل مع الحياة على أنها سباق ينبغي عليك إحراز المزيد من الميداليات فيه، وأعمل على خفض سقف توقعاتك، وتعايش مع حقيقة أنك لست وحيدًا في هذه الأزمة.
2- انظر إلى من يحيطون بك فمن الممكن أن يكون بعضهم سببًا في تعقيد الأزمة، ولذلك احرص على أن تحيط نفسك بأشخاص يدعمونك، ويؤمنون بك وبأحلامك، فهذا سيخفف عنك الكثير من مصاعب الحياة.
3- تحلَّى بالشجاعة الكافية لإعادة بناء حياتك من جديد، وتشكيل شخصيتك الحقيقية، ففي المراحل التعليمية المختلفة تتكون شخصيتك نتاج البيئة المحيطة أو تأثير الآخرين؛ مما ينتج في كثير من الأحيان شخصية مزيفة ترهقك.
4- لا تعبأ بالأفكار القديمة عن مرحلتك السنية وما يجب عليك إنجازه فيها، ولا تهتم بما يحيط بك من ضغوط مثل أن يقول لك والدك أنه تزوج عندما كان عمره 22 عامًا، فالمهم أن تحدد أهدافك الخاصة، وتضع التزاماتك المنسجمة معها.
5- قم بالبحث عن شغفك، فالكثير من الشباب يقعون في «أزمة ربع العمر» لأنهم يتعاملون مع الوظيفة الأولى لهم بعد التخرج من الجامعة على أنها وظيفة العمر، والتي إن تركوها فلن يجدوا بديلًا، ولكن هذا غالبًا ما يكون خاطئًا، وهنا يكون الحل الوسط أن تأخذ إجازة من العمل، أو أن تستغل إجازة نهاية الأسبوع، وتقوم بإجراء بعض الاختبارات والتجارب التي تستطيع من خلالها الوصول للوظيفة التي تلبي شغفك.