يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
وصلتنى اليوم اجمل رساله يمكن ان تصل لاى شخص
من شدة تأثيرها على ، ابكتنى بكاءا شديدا و انا أقود سيارتى فى طريقى الى العمل ، فما كان منى الا ان أوقفت السياره حتى أهدأ
و لكى تفهموا الرساله دعونى اروى لكم
القصه من بدايتها
لقد بدأت صفحه “عارفين “منذ خمسة أشهر تقريبا و بعد مرور أسابيع قليله كنت قد نشرت عدد لا بأس به من الخواطر حازت على إعجاب البعض و سعدت بذلك سعاده غارمه لانى لم أتوقع ان ينتبه احد اليها ، ناهيك عن ان يعجب بها احد و يعلق …..
و تخيلت ان ذلك أقصى ما يمكن ان أصل اليه من نشوه
حتى حدث يوم ووصلتنى رساله من احدى القارئات ، كانت تتابع خواطرى يوميا
بدأت رسالتها بإبداء إعجابها بأفكارى و طريقة طرحى لآرائى فى مجالات الحياه المختلفه
و كان ذلك كما قالت ، سببا فى ان تتواصل معى لتحكى لى قصتها ، متوسمة فى الحكمه و العقل الرزين و الإرشاد الحكيم !!!!!
لم ظنت ذلك ، لا اعلم فأنا لا ارى فى نفسى ذلك إطلاقا …..
كانت فى أوائل العقد الثالث من العمر ، تزوجت فى سن صغير زواجا تقليديا بالرغم من انها كانت رومانسيه الى حد الخيال ، مما جعلها تشعر بالتعاسه لانها تفتقد تلك الأحلام التى داعبت خيالها كفتاه
و بمرور الأعوام ، انعم الله عليها الله بطفلين أصبحا لها الحياه ….
وفى يوم من الايام اتت الرياح بما لا تشتهى السفن و ابتلاها الله بسرطان القولون مما اضطرها لبدء جلسات العلاج الكيماوي مع احد الأطباء
و كان زوجها يصطحبها فى جميع الجلسات ولا يتركها
و بمرور الوقت شعرت برابط عاطفى تجاه طبيبها المعالج و احست بالحب يتمكن من قلبها تماما كما تمكن السرطان من أحشائها …..
حب كما قالت لم تشعر به يوما مع زوجها و طالما حلمت به
ويوماً بعد يوم ، ازداد الاحساس فما كان منها الا ان صارحت زوجها بمشاعرها تجاه الطبيب …
الحقيقه انه لم يفاجئنى ما فعلت فلقد ارادت بذلك ان تتخلص من الشعور بالذنب ، فتعترف به
و لكن ما فاجأني هو رد فعل زوجها الذى تعامل معها بهدوء شديد ، لم يثور لكرامته كأى رجل فى وضعه ، لم يغضب ، لم يتركها ، لم يطلقها … بالرغم من انه لن يلومه مخلوق اذا فعل ، ولن يتهمه احد انه نذل ……بل ظل بجانبها و دعمها
هنا رأيت ان استوقفها لأضع بعض النقاط على الحروف و أشركها فى نظرتى للامور حتى هذه المرحلة
بدأت بقولى ان للحب أوجه كثيره
و احيانا نحصر الحب بسذاجه فى شكل سطحى و تافه
فنراه ، نظرات و لفتات و ابتسامات و كلمات معسوله و تشابك ايدى و رقصات حالمه !!!!!!
فى حين ان الحب الحقيقى، هو فى القدره على الاهتمام بالطرف الاخر ، القدره و الاستمراريه فى العطاء ، القدره على الوقوف و الصمود بجانب من تحب ، فى وجه التحديات
و ما اعنفه تحدى …. ان تتحدى مرض قاتل كهذا ….
القدره على ان تنحى مصلحتك و راحتك جانبا من اجل من تحب
هذا هو الحب عزيزتى و ما سمعته منك لهو دليل قاطع و برهان ساطع لحب زوجك لك …. فهنيئاً لك به و أدامه لك نعمه
الامر الثانى الذى أوضحته ، ان شعورها تجاه الطبيب وهم و خيال ، نسجه احتياجها للحياة و ارتباط فكرة الامل بالشفاء، به !!!!!
و أوضحت لها انه ليس هناك داعياً للشعور بالذنب فما تشعر به لا يد لها فيه و إنما هو نتاج ظروف صعبه تمر بها
و طلبت منها ان تقاوم هذا الشعور كما تقاوم المرض و تتغلب عليه
و انها يوماً ما ستدرك انى على حق
استمرت بيننا الحوارات الطويلة و امتدت و هى تحكى و انا استمع
هى تحكى و انا اتفهم و أحلل
هى تحكى و انا انصح
و فى يوم ما منذ شهر تقريباً زفت الى الخبر السعيد
انها خضعت لفحوصات و اطمئنت الى ان كل شىء يبدو بخير و ان الجلسات توقفت و انها لم تعد تشعر تجاه الطبيب بأى شىء و ان الأمور تحسنت بشكل كبير مع زوجها
و أصبحت تنظر اليه كأنها تراه لأول مره ووقعت فى الحب ….
واختفت تلك الصديقه لفتره ، فروادنى شعور بضرورة الاطمئنان عليها و لانى ترددت ان اسأل عّن صحتها خوفا
من اجابه تحزننى ، تحججت بإرسال خاطره لها و أرى ما يحدث فكان بيننا ذلك الحوار
هى : صباح الخير دينا انا نزلت شغل في مشروعي بتاع الحضانه والحمد لله حالتي الصحية بقت مستقرة
انا : مبروك ، الحمد لله انك بخير ، انا فرحانه بيكى و فخوره بيكى ، انت بنت قويه و صلبه ، و محاربه
هى : ربنا يكرمك يا رب ، البركه فيكي وفي كلامك معايا ربنا يجازيكي كل خير يا رب
انا: انا معملتش حاجه ، انت اللى عملتى
هى: لا طبعا انا كنت ضعيفة جدا وربنا وضعك في طريقي عشان تقويني اوي وتخرجي مني قوة انا متخيلتش انها تبقي جوايا ، انا اتكلمت عنك في مؤتمر عن سرطان القولون كان في فندق وفي اي مؤتمر بحضره بحكي عن فضلك بعد ربنا عليا
كنتي اكبر داعمه ليا رغم الفترة القصيرة اللي كلمتك فيها بس ربنا وضع في كلامك قوة وعزيمه غيرتني للافضل الحمد لله وجوزي بيدعيلك كمان اوي علشان بقيت ست بيت شاطرة كمان هههههه
و عند هذا الحد كانت عيناى قد امتلات بالدموع و انهالت ….
دموع فرحه و سعاده و رضا و امتنان
ما لم تعلمه هى ، انى لم أكن ابكى لأنى ساعدتها ، لانى حتى هذه اللحظه لست مقتنعه بأنى قدمت لها شيئاً يذكر
إنما سر بكائى كان فى توقيتها ، فقد اتتنى كلماتها فى اكثر أوقاتى حزنا و يأسا و انكسارا و استسلاما
فاحيت بكلماتها السعاده داخلى و انبتت أملا جديدا ….
ادركت ان السعاده التى تمنحها للآخرين ، ترتد اليك يوما أضعافا أضعاف
حقا انه اروع و أعمق شعور فى الوجود ..
اقرأ للكاتبة :