خواطر عزيز اوبلا … لا أنتظر منك حلاّ
اضحت المجتمعات العربية الحديثة وسطاً يعج بأصناف مختلفة من البشر يحاولون إثارة الإنتباه إليهم بطرق أو بأخرى .. و غالبا ما سبق لنا أن صادفنا أحدهم ذات يوم و هو في غمرة نشاطه محاولا خطف الأضواء لغاية في نفسه .
من بين هذه الأنواع نجد إنسانا يطلق عليه لقب ” دكتور ” لكن و الأسف يقال .. فإن دكتورنا الجليل ليس كذلك في العلوم الحقة كالطب و الفيزياء و الرياضيات ، بل في تخصص جديد جعل منه علما قائما حسب تصوره رفقة الداعمين له كما جاهد لإقناع محيطه بالحاجة الملحّة لهذا العلم مستقبلا خصوصا في مجتمع متخلف كالمجتمع العربي .
عزيزي الدكتور المقصود بكلامي القاسي نوعا ما هو صاحب خطابات ” التنمية الذاتية ” .. أجل هو الرجل الذي ما فتئ يصول و يجول يحفز و يشجع بغية إقناع أحدهم في تصديق تخاريفه و ثرثراته لكي يجذبه للإنضمام لفريق عمله و ابتزاز ماله .. هذا ” الكوتش ” بلغة الفرنسيين لم يكلف نفسه إزالة الغبار عن كتب ” إبراهيم الفقي ” و ” طارق السويدان ” الذين تعج بهم مكتبته المنزلية إيهاما لنا أنه ذو دراية بتخصصه .. و أن تجربته لم تكن محض صدفة و إنما يستطيع أن يغير العالم بعلمه أو هكذا يخيل إليه .
إن كنت من مصدقي كلام هذا الصنف .. فسأحييك و أرفع لك القبعة لأنك انضممت للعبة ماكرة ستجعلك تساهم بقدر مالي تحت شعار ” من أجل سعادتي ” ثم ما تلبث أن يأمرك قدوتك و مرافقوه يزيادة المبلغ لأجل حدث مهم سينظم عما قريب موضوعه ” الحياة سرور ” سيلقيه العالم الكبير ” هراء الخزبعلاني ” و الذي بالمناسبة سافر لبلدك في أفخم طائرة و استقل أجود سيارة كي يلقي عليك خطابا مستهله ” الفقير هو السعيد ” ..
تنتهي المحاضرة و يحزم الضيف حقائبه متجها صوب بلد آخر بعدما تلقى شيكا نظير مشاركته .. و تنتهي معها أحلامك الوردية أيضا ، لتجد نفسك مضطرا لتحمل نتائج تصرفك بعدما اكتشفت فعلا أن ” الحياة شرور ” و أن السعادة المرجوة لا تحتاج من أحدهم أن يعطيك فيها درسا أو حلا ..