تركيا مستمرة بمعاقبة الانقلابيين غير آبهة بالغرب وانتقاداته

أعلنت تركيا، اليوم الأحد، عزل 291 عسكريا من القوات البحرية على خلفية الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي.

وأكدت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها، أنه تم عزل 168 ضابطا و123 ضابط صف، من القوات البحرية للاشتباه بارتباطهم بتنظيم فتح الله جولن، الذي تتهمه الحكومة التركية بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة.

وكانت الحكومة التركية قالت، أمس، إنها علقت أنشطة 370 منظمة حقوقية غير حكومية وأخرى معنية بحقوق الطفل، للاشتباه بارتباطها بجماعات إرهابية، في إطار عمليات التطهير بعد محاولة الانقلاب.

وتزداد الضغوط على تركيا في الآونة الأخيرة، لا سيما من جانب الاتحاد الأوروبي الذي يتهم أنقرة بتقييد مبادئ وأسس الديمقراطية في البلاد.

وذكر مسؤول في الاتحاد الأوروبي، أن مسألة تعليق محادثات عضوية تركيا في الاتحاد قد تثار خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء المقرر عقده في بروكسل، غدًا.

ونقلت وسائل إعلام عن المسؤول قوله، إن تعليق محادثات العضوية مع تركيا ليس مدرجا بشكل رسمي على أجندة الاجتماع.

وأضاف المسؤول: “هناك أمور مقلقة جدا تحدث في تركيا، هذه حقيقة. لكن عليك أن تسأل نفسك عما سنحققه بوقف العملية الآن؟ كيف سيساعد ذلك. نحتاج لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة”.

وقال مسؤول عن ملف توسيع الاتحاد الأوروبي إن ترشيح تركيا لعضوية التكتل الآن على المحك، فيما أشار دبلوماسي في بروكسل إلى أن “هذا الأمر قد يحدث لكن ليس الآن بالتأكيد، ليس قبل اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في ديسمبر”.

واتهم تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع تركيا بالتراجع في طريقها نحو العضوية منذ محاولة الانقلاب، التي أعقبها اعتقالات أو إيقاف أو طرد من العمل لأكثر من 110 آلاف شخص من الجنود والقضاة والمعلمين والصحفيين بسبب شكوك حول تأييدهم للانقلاب.

وتشير المعلومات إلى أن برلين وعواصم أخرى في الاتحاد الأوروبي خففت حتى الآن من وقع التصريحات عن إلغاء محادثات انضمام تركيا للاتحاد.

وقال دبلوماسي أوروبي آخر: “نعم يجب أن نكون منتقدين للتطورات في تركيا. لكن يجب أيضا أن نتسم بالهدوء حيال الأمر، ولا نقفز فحسب ونتورط أكثر من اللازم في انتقاد الشؤون الداخلية لتركيا”.

وأضاف “هناك دور لتركيا في المنطقة. لكن إذا ضغطنا أكثر من اللازم نخاطر بالعودة إلى ما كنا عليه العام الماضي بشأن الهجرة، وهو الأمر الذي كان مثار انقسامات عميقة بيننا”.

وأمرت السلطات التركية بطرد المئات من وظائفهم، واعتقلت الآلاف منذ محاولة الانقلاب، للاشتباه في ارتباطهم بجولن المقيم بالولايات المتحدة، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، فيما ينفي الداعية التركي التهمة هذه.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شبكة جولن، بأنها “منظمة إرهابية”، قائلا: إن “هذه الحملة التي لم يسبق لها مثيل ضرورية لتخليص مؤسسات الدولة من مندسين يسعون للإطاحة بالحكومة”.

واتهمت السلطات التركية مرارا دولا أوروبية بدعمها للإرهاب، كونها تدافع عن حقوق الانقلابيين.

شكرا للتعليق على الموضوع