ناصر اللحام يكتب : بيت لحم في الاعياد المجيدة – نتكلم أكثر فنتألم اكثر
يؤم الناس دور العبادة بحثا عن الهدوء وراحة البال والاستسلام الحر لمشيئة الرب ، الا في فلسطين حيث تعتبر الصلاة في اماكن العبادة معركة بحد ذاتها … ومن اجل الصلاة في كنيسة أو مسجد يضطر المواطن الفلسطيني ( سواء كان مسلما او مسيحيا ) لمواجهة جيش من اعتى الجيوش في العالم .
جدار اسمنتي بارتفاع خمسة طوابق ، وكلاب بوليسية ودوريات عسكرية للملاحقة وكاميرات رصد وخنادق عميقة واسلاك شائكة ومكعبات اسمنتية واطلاق نار واحيانا تلاحقه مروحيات الهيلوكبتر .
وحين يقطع المواطن الفلسطيني كل هذه العوائق ، يبقى عليه التحايل على الحواجز الطيارة لحرس الحدود والتفتيش الدقيق ، وما أن يصل الى اسوار القدس حتى يواجه دوريات الشرطة والجيش تملأ الازقة وتدقق في الهويات بحثا عن تصريح من الجندرمة ، ومن فوق رأسه مئات كاميرات المراقبة وصولا الى كنيسة القيامة او المسجد الاقصى ، وطريق العودة اصعب من طريق الذهاب الى الصلاة .
في مستشفيات رام الله وبيت لحم وبيت جالا والخليل تجد الضحايا على اسرة العلاج ، منهم من سقط من فوق جدار فتكسرت رجليه ومنهم من نهشته كلاب الاحتلال ومنهم من اصيب بطلقة في ظهره ومنهم من حطم الجنود وجهه او اطرافه بالعصي ، والتهمة اجتياز الجدار الى القدس .
الاحتلال اقنع نفسه ان الجدار حدود بين دولتين ، فيما يرى الفلسطينيون ان الجدار اعتداء غير شرعي على وحدة الاراضي الفلسطينية ، والانكى من ذلك ان اسرائيل صارت تمنع المسيحيين من الوصول الى كنيستي المهد والقيامة .
ولن يضر زوار بيت لحم في فترة الاعياد لو زاروا دير كريمزان في بيت جالا وشاهدوا كيف نهب الاحتلال أراضي الكنيسة لصالح المستوطنات .
اقرأ للكاتب :