يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
طوال عمرى كنت من محبى رياضة ” كرة القدم ” و من عشاق متابعة المباريات و كنت منذ صغرى اهلاويه حتى النخاع ، و اختيارى لهذا النادى بالتحديد ربما كان يعود لحبى الشديد وقتها للون الأحمر!!!!
و لكنى كنت أفضل مباريات الفريق القومي المصرى و اتابعها بشغف و اهتمام و قلما فاتتنى مباراة ..
و كبرت و مع الوقت ، و لان زوجى لا يهتم بكرة القدم ، قل اهتمامى انا أيضا بها ، فصار النادى الاهلى ولاء قديم و ذكرى حب مضى لحال سبيله ..
الا مباريات الفريق القومى ، لم أتخل عنها يوماً ، فكيف افقد الاهتمام ببلدى و فريق بلدى و هو يلعب أمام فريق اخر !!!!
فأى مباراة كانت بالنسبة لي ، بمثابة حرب نخوضها و كأننا نعبر مجدداً القناة و الانتصار فيها ليس اختياراً ..
و لكن ما تغير حقيقة هو نظرتى للامور ، أصبحت انظر للامور من منظور مختلف ..
و هذا ما تاكدت منه و رسخت فكرته مباراة مصر و بوركينافاسو فى كاس الامم الافريقية بالامس
رأيت اكثر من مجرد مباراه أتحمس فيها و انتفض كالعادة و أتوتر و احتج ..
رأيت فى المباراة اكثر من فريقين متنافسين ، رأيت اكثر من لاعبين ، رأيت اكثر من رياضة ..
رأيت صوره مصغرة من حياتنا بما فيها من حقائق و شخصيات وأسلوب حياة و تحديات و احلام و عبر ..
رأيت الحياة بما فيها من مناهج مختلفه و قواعد عديدة نطبقها كل يوم ..
كيف …. دعونى أوضح
رأيت الحياة كالملعب ، نركض فيها ذهاباً و إياباً و علينا ان نتحلى بالصبر و سياسة النفس الطويل و التكتيك السليم و الذكاء والحنكة فندرك متى نهاجم و متى ندافع ، متى نتروى و نهدأ و نلتقط الانفاس و متى نهجم و ننقض و نسعى بلا هوادة لتسجيل هدف ..
رأيتنا فى الدنيا مثلنا مثل اللاعبين ، منا من ينزلون الى ملعب الحياة ، فيقررون ان يجدوا و يجتهدوا و يلاحقوا حلمهم تماماً مثل اللاعب الذى يعدو خلف الكرة ..
كما رأيت البعض منا ممن قرروا الجلوس على دكة الاحتياطى ، يشاهدون من بعيد الأحداث ، فيشاركون أحياناً اذا أتتهم الفرصة و أحياناً اخرى يكملون حياتهم متفرجين على الدكة سعداء مرضيين ..
ورأيت منا من هم كالمشاهدين فى المنازل جالسين على الأريكة ، لا ينوون اللعب ، لا يشغلهم سوى تقييم الآخرين والحكم عليهم دون ان يفكروا للحظة ان يضعوا أنفسهم مكانهم ..
يوجهون الاتهامات و يحكمون دون ان يعملوا حساباً للمعطيات التى يخضع لها غيرهم ، والظروف المحيطة بهم ، والحالة النفسيه التى يمرون بها ، والضغوط التى قد يتعرضون اليها ..
أليس هذا ما نفعله بالضبط كمشاهدين ” فلان لعب وحش ، فلان خايب ، فلان ميستاهلش ، الفريق كان ضَعِيف ، فريق ميستحقش الفوز ، الخ الخ الخ !!!!!
أحياناً أيضا فى قلب الحياة يخانق بعضنا البعض على نفس الحلم ، نفس الهدف فنلهث وراء نفس الكرة فى حين ان لكل منا كرته الخاصة ..
التى نستطيع ان نسجل بها ما يحلو لنا من أهداف فنبلغ النجاح المنشود دون المساس بنجاح الآخرين ..
رأيت البعض منا يقف قوياً يملأه الاصرار و تعتريه العزيمة فى وجه التحديات و الضربات ، تماما كما وقف حارس المرمى ” عصام الحضرى ” امام كل الضربات وقفة رجل ، دون ان يفقد الإيمان والأمل و القدرة على المقاومة حتى اللحظات الاخيره ..
فإياك و اليأس ، إياك و تلك الكلمات اللعينة ” انتهت ، خلصت ، راحت ، ضاعت ” عليك بمسحها من قاموس كلماتك ..
بل قف قوياً متحفزا و صد ضربات الجزاء الموجهه إليك و اترك شباكك نظيفه قدر المستطاع ..
رأيت دور القائد يسند الى البعض منا إجبارا و ليس طوعاً ، فلنكن أهل لتلك المسئولية ..
و لنجعل نظرة الامل و التمنى فى عيون من حولنا و دمعة الفرح المؤجلة ، مصدر طاقة لنا تدفعنا للأمام ، فنعبر و بهم لبر الأمان ..
كان هذا المشهد مجسداً امامى حين رأيت أعضاء الفريق ينظرون بترقب للحضرى فى ضربتى الجزاء الاخيرتين …. يعيشون معه لحظات حاسمة … لحظات فاصلة فى لعبة الحياة ..
اقرأ للكاتبة :
ما هو تعريفهم ، ماذا يطلقون على نفسهما !!!!!!