العاهل المغربي يعين العثماني عضو العدالة والتنمية رئيسًا للوزراء

أعلنت وكالة أنباء المغرب العربي الرسمية، اليوم الجمعة، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس عين سعد الدين العثماني العضو في حزب العدالة والتنمية رئيسًا جديدًا للوزراء وطلب منه تشكيل حكومة.

كان الملك قد أعلن يوم الأربعاء أنه سيعفي عبد الإله بن كيران من رئاسة الوزراء ويعين بدلًا منه عضوا آخر بحزب العدالة والتنمية في مسعى لكسر جمود بشأن تشكيل الحكومة دام خمسة أشهر عقب الانتخابات.

شغل العثماني منصب وزير الخارجية من 2012 حتى 2013 ويقود منذ ذلك الحين الكتلة البرلمانية للحزب.

والعثماني طبيب نفسي ومتفاعل نشط على وسائل التواصل الاجتماعي وسبق وقاد حزب العدالة والتنمية في الفترة من 2004 إلى 2008. ويعتبر العثماني حليفا مقربا لبن كيران. ولم يتضح ما الفارق الذي سيحققه تعيينه في موقف حزبه في مفاوضات تشكيل الحكومة.

ويقود حزب العدالة والتنمية الحكومة منذ عام 2011 عندما تخلى الملك محمد عن بعض السلطات لتفادي آثار احتجاجات “الربيع العربي”.

وزاد الحزب من مقاعده في انتخابات جرت في أكتوبر محافظا على موقعه كأكبر حزب في البرلمان بحصوله على 125 مقعدا يليه حزب الأصالة والمعاصرة الذي حصل على 102 مقعد. لكن العدالة والتنمية واجه مقاومة خلال المفاوضات السياسية من أحزاب تعتبر مقربة من القصر.

ووفقًا لقانون الانتخابات المغربي لا يمكن لحزب أن يحظى بأغلبية مطلقة في البرلمان المؤلف من 395 مقعدا مما يجعل من الحكومات الائتلافية ضرورة في نظام يملك فيه الملك السلطة المطلقة.

ومن المقرر أن يستضيف حزب العدالة والتنمية اجتماعا للمجلس الوطني يوم السبت لاتخاذ قرار بشأن خطوته القادمة.

ويوم الخميس أصدر الحزب بيانا يدعم فيه بن كيران وقال فيه إنه غير مسؤول بأي شكل من الأشكال عن تأخر تشكيل الحكومة.

وقال البيان: “الأمانة العامة للحزب تؤكد أن الأخ الأمين العام رئيس الحكومة لا يتحمل بأي وجه من الأوجه مسؤولية التأخر في تشكيلها وأن المسؤولية عن ذلك ترجع إلى الاشتراطات المتلاحقة من المشاورات من قبل أطراف حزبية أخرى”.

وأشاد وزير النقل السابق العضو في الحزب الحاكم عزيز الرباح بقرار الملك اختيار العثماني.

وقال لرويترز: إن العثماني جزء من القيادة التاريخية لهذا الحزب وساهم في نموه السياسي.

وقال عبد الرحيم العلام المحلل السياسي المغربي لرويترز: “تعيين سعد الدين العثماني.. أعتقد أن الأمر متوافق حوله. لا أعتقد أن الأمر تم بهذه السرعة واختياره من طرف الملك اليوم ليس الأمر صدفة إنما كانت هناك تواصلات ولقاءات بين مستشاري الملك وأعضاء العدالة والتنمية.

وأضاف: “ربما هنا الأمر توافقي بحكم أن بن كيران لم يقبل بعض الشروط وفضل أن يغادر سفينة الحكومة. ربما كان هذا هو المخرج. شخص آخر يرأس الحكومة”.

وواجه بن كيران صعوبات كبيرة في تشكيل الحكومة الجديدة. ووصلت المفاوضات بين الأحزاب المشاركة فيها إلى طريق مسدود بسبب تشبث كل طرف بموقفه.

وقال العلام يوم الجمعة لدى سؤاله عما إذا كان العثماني سيقبل بما لم يقبل به بن كيران أم أن الأمر يتعلق بموقف حزب معين إنه لا يعتقد أن الشروط ستستمر.

وأضاف: “لا أعتقد أن الشروط التي كانت مطروحة على بن كيران ستستمر اعتقد أن العثماني الأرض ستفرش أمامه بالحلول. لا اعتقد أنه سيبقى نفس الشروط لأن المشكلة ربما كانت مع شخص بن كيران وليس مع حزب العدالة والتنمية”.

شكرا للتعليق على الموضوع