لندن والإخوان.. إعادة الحسابات المطلوبة

استدعى التزامن بين الهجوم الذي شهدته العاصمة البريطانية لندن، الأربعاء، واستقبالها وفدا من جماعة الإخوان لتنظيم نشاطات ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسئلة كثيرة بشأن تلك المصادفة.

كما أن مجلس العموم البريطاني، هدف هجوم لندن، أصدر قبل زيارة الإخوان قرارا طالب فيه الحكومة بزيادة تنامى نشاط الجماعة على اعتبار أنها لا تشكل أي تهديد لأمن البلاد.

إلا أن ما حدث، في نظر كثيرين، ليس من قبيل الصدفة، بل هو ثمن إيواء بريطانيا لتنظيمات إرهابية، وفاتورة غالية لرفضها تصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا.

مصر نموذجا

ربما يدفع الحادث المملكة إلى إعادة النظر في رهاناتها على التقلبات السياسية في الوطن العربي، واستراتيجيتها القائمة على مد الجسور مع الإخوان، وعدم تصنيف تنظيمهم إرهابيا، تحسبا لتوليهم السلطة يوما ما.

فمثلا يوم تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر صدرت من لندن إشاراتُ قبولٍ فاتر، تجاوز أسباب التغيير الذي طرأ في مصر وحقبةِ الإخوان المرفوضة شعبيا، إلى البحث عن فجواتٍ في حائط السياسة المصرية قد تساعد على هدمه.

والمتمعن في مشهد التعاطي البريطاني مع مصر سيتأكد من أن لندن كانت تراهن على الحقبة السابقة، وأنها لم تستوعب حجم التغيير.

تساهل بريطاني

وبعد تسويف وتردد، وبالتأكيد بعد الكثير من الضغط، جاء الإعلان أخيرا في لندن عن المراجعة الحكومية التي طلبها رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون التي تضع أنشطة الإخوان تحت المجهر الأمني، خشية وجود أي صلة بالتطرف.

لكن النظرة البريطانية الأمنية المتفحصة، لم تغير من واقع الحال. فبريطانيا كانت ولا تزال الواحة الآمنة التي تظل الجماعة منذ أكثر من ستة عقود.

بل أصدرت حكومة تريزا ماي، أغسطس الماضي، قرارا يتيح لأعضاء التنظيم، ممن اعتبرتهم غير متورطين في أعمال عنف، حق الحصول على اللجوء السياسي.

وقال الكاتب الصحفي عبد العزيز الخميس لسكاي نيوز عربية إن “بريطانيا تدفع ثمن كبير لوجود جماعات متطرفة على أراضيها، ووجود مكاتب أيضا تعمل فيها لصالح الإخوان، تروج للعنف وتنشر التشدد والتطرف من داخل المساجد البريطانية”.

وأضاف الخميس “الإجراءات البريطانية ضعيفة جدا، والسبب وراء ذلك هو وجود ما يشبه الصفقة بين الإخوان والحكومة، إلا أن الشعب البريطاني يعلم خطر هذه العصابات المتطرفة وتطالب بالوقوف صفا واحدا ضدها”.

ترويض الإخوان

بيد أن متابعين للمشهد يرون أن بريطانيا غير قادرة على ترويض الإخوان، وهي لن تستغني عنهم بالأساس، لأنهم باختصار ورقة مهمة في يدها تلاعب بها جميع الأنظمة، التي تريد إخضاعها لهيمنتها.

وأقصى ما يمكن أن تفعله هو إعلان بعض المعايير لقبول اللاجئين السياسيين من التيار المتشدد، لا أكثر.

لكن عليها في المقابل أن تتحمل التبعات، وتبقي شوارعها تحت التهديد.

سكاى نيوز

شكرا للتعليق على الموضوع