يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
أنا بطبعىً لست من هواة السينما كتيراً ، وأرى انى لن أدخل فيلم و أضيع ثلاث ساعات مثلا من وقت راحتى الثمين ، الا اذا كنت ساستثمرهم فى فيلم يستحق ….
فيلم اخرج بعد مشاهدته بقيمه حياتيه أو برساله انسانيه ….
و اليوم حدث ذلك مع فيلم ” سولى ” لتوم هانكس الرائع …..
انه فيلم مأخوذ عن قصه حقيقيه لطيار بخبرة أربعين سنه فى الطيران ، اضطر لهبوط إضطرارى فى نهر هادسون بعد ان توقف محركا الطائره نتيجه اصطدامهما بسرب طيور !!!!!!!
و كان التحدى طوال الفيلم ان يقف امام لجنة التحقيق التى أصرت انه اتخذ القرار الخاطىء برغم انه نجح بقراره فى إنقاذ مائة خمسه و خمسون راكباً كانوا على متن الطائره …
استوقفني هذا الفيلم بكم هائل من الرسائل التى تواردت الى واحده تلو الاخرى …..
أولاً : انه برغم اننا نتعلم الكثير على مر السنين فى كتب و مراجع و مناهج الا انه يتبقى جزء كبير و مصيرى من قراراتنا لا يتبع تلك القواعد و الأسس التى تعلمناها ، و علينا ان نعتمد وقتها على خبراتنا السابقه و احساسنا الداخلى و توقعاتنا المبنية على مخاطره محسوبه ..
وعلينا أحياناً ان نتخد القرارات سريعاً، لان عنصر الوقت لا يكون دائماً فى صالحنا ……
ثانياً : رأيت رجلا برغم اتخاذه قرارا أنقذ به جميع الأرواح الا انه ظل مرارا و تكرارا يراجع نفسه ، و يتساءل اذا ما كان عليه التصرف بشكل مختلف …
لم يتكبر ، لم يتعالى بل كان ضميره يقظاً …
وهنا علينا ان نعى جيداً انه لا يكفى ان تكون النتيجه ايجابيه لقراراتنا ، بل علينا ان نتأكد اننا أتبعنا الوسيله الصحيحة و المثلى للوصول لتلك النتيجه …
ثالثاً : أى شخص مهما وصل الى درجات عاليه من الخبره و القدره و النجاح ، عليه الا ينسى ابداً ان يظل متواضعاً، يقظاً، معترفاً بقيمة الاخرين و مشاركتهم ودورهم فى نجاحه …
تماما كما فعل “سولى” حين اتضح ان قراره كان صائبا و شكروه ، فاجاب بمنتهى التلقائية انه لا يتفق معهم وان النجاح ينسب للجميع لزميله الطيار و طاقم الطائره و الركاب و طاقم برج المراقبه و خفر السواحل ……
برغم انه من السهل ان ننسب لانفسنا كل المجهود لحظه النجاح !!!!!!
رابعاً : ان تكون إنسان ، إنسان بمعنى الكلمه ، ان تكون على قدر المسئوليه التى أسندت اليك
، ان تقوم بواجبك فى عملك بما يرضى الله ، بلا تباطؤ ، بلا تكاسل ، بلا استهتار و ان تعى ان ذلك ينعكس بشكل مباشر على كل من حولك …
تماما كما فعل “سولى” ، حين هبطت الطائره فى المياه ، تجرد من كل أشكال الانانية و التمركز حول ذاته ، لم يخرج من الطائره الا بعد ان تأكد ان الجميع خرجوا ، هكذا يفعل القائد ……
خامساً : واخيراً ان يكون لديك القدره على الثبات و الصمود و التحكم ، فى أحلك الظروف و أصعبها دون ان تهتز او تفقد الأمل او التعقل …..
فعلا .. لقد استثمرت ثلاث ساعات من وقتى الثمين فى مشاهدة واحد من أروع و أعمق الأفلام ….

اقرأ للكاتبة :
ممكن ببساطة شديده يكون” السكوت علامة الرفض”