ناصر اللحام يكتب : معلومات أمنية حساسة وحكومات غير حساسة
انطلق الإعلام الإسرائيلي والمناصر للصهيونية في أمريكا وكل العالم لتضخيم قصة وصول معلومة أمنية حساسة من نتانياهو شخصيا الى ترامب شخصيا، ويقوم ترامب شخصيا بنقل المعلومة للرئيس الروسي بوتين شخصيا.
وحاول الاعلام الاسرائيلي اظهار الامر وكأنه كارثة وقد يتسبب بكشف عميل اسرائيل، والقصد من تضخيمها اظهار أن المخابرات الاسرائيلية هي المصدر الاول في الشرق الاوسط للمعلومات، وان الدول العظمى لا تستطيع العمل من دون الموساد الإسرائيلي، وكأن روسيا كانت بحاجة الى عميل موساد في الرقة لتعرف كيف تحرك جيوشها.
القصة السالفة تنسحب على كل سمات المرحلة، لان اسرائيل تعتبر ان استجابتها لمطالب الاسرى كارثة سياسية، وقد أصدرت الجهات السياسية في اسرائيل اوامر واضحة لمصلحة السجون بعدم مفاوضة الاسرى، ما نقل معركة التفاوض الى خارج جدران السجن، وفي هذه الحالة يجب على الحركة الاسيرة ان تتعامل مع الامر على انه مفاوضات غير مباشرة، وتمضي في هذا الامر من دون حرج حتى سحب وعودات من الاحتلال بتحقيق مطالب الاسرى ضمن جدول زمني معروف.
القمة العربية الاسلامية الامريكية في السعودية نقطة مفصلية ستقرر وجه المنطقة لاربع سنوات قادمة، او ربما لثماني سنوات قادمة اذا فاز ترامب بجولة اخرى في الانتخابات، وعليه فان حضور فلسطين سيكون مفيدا من جهة وخطيرا من جهة اخرى، والامر يتعلق بمدى قدرة تحكم الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية بعامل الوقت، فالشعب الفلسطيني لن يقبل ان ينتظر لعشرين سنة قادمة من المفاوضات، ولن يقبل تكرار تجربة الرئيس اوباما حين زار بيت لحم والقدس وألقى خطابات اكاديمية وحصل على جائزة نوبل وتسبب في اشتعال المنطقة.
الرئيس ابو مازن جاهز لمصالحة تاريخية، ما يعني ان الامر اكبر بكثير من مقال في صحيفة او ندوة في تلفزيون، ولكنه يريد جدولا زمنيا قريبا لاعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس، وان تبدأ المفاوضات فورا- ربما بدأت- على قاعدة تفاهمات ايهود اولمرت.
مرة اخرى.. الامر يتعلق بالوقت، بالجدول الزمني والحديث عن اشهر وليس عن سنوات.
اقرأ للكاتب :
هل يتدخل الملك الأردني لإنقاذ حياة مروان البرغوثي؟