يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
الشخصية الثانية فى مسلسل ” لاعلى سعر” التى استفذتنى بدرجة كبيرة ، و دعتنى بإلحاح شديد للكتابة عنها هى شخصية “الدكتور هشام” …
ذلك الطبيب الذى استهل حياته جراحاً صغيراً مغموراً، وأغرم ب”جميلة” الباليرينه الرقيقه و تحدت اَهلها وتزوجته ، فكانت كما يقولون “وش السعد عليه” …
فاشترت له عيادة يمارس فيها مهنته من حر مالها و تحملت من اجله حياة بسيطة متواضعة اقل بكثير من الحياة التى تعودتها و عاشتها فى بيت اَهلها ، دون اى تذمر او تأفف !!!…
ووقفت بجانبه على مدى ستة اعوام ، أفسحت له المجال و هيأت له المناخ المناسب ليطور من نفسه حتى صار يمتلك مستشفى كبير لجراحات التجميل …
لم تطلب منه يوماً المقابل بأى شكل من الأشكال ، لا حصة فى أسهم المستشفى ، او عقار الزوجيه باسمها او خدم وحشم يدللونها كما لو انها سيدة القصر ، لم تطلب شيئاً على الإطلاق …
لم تلتفت حتى لنفسها و قيمتها الشخصية و هى تتضاءل امامه ، وربما كان هذا احدى اخطائها الجسيمة فى تلك العلاقة والله اعلم ….
ربما اختارت ان تسلك هذا الطريق، متوسمة انه سيحفظ الجميل و يصون العهد …
حتى وافاها بضربته القاضية والتى تلقتها من حيث لا تدرى و لا تحتسب ، فخانها مع صديقتها و تزوجها عليها …
وشن حرباً شنعاء على ” جميلة ” ، اتسمت بكل ألوان الخسة و الوضاعه والجبروت والظلم
فتركها تترنح يميناً و شمالاً حتى سقطت تنزف على الارض كمن تلقى ضربات قوية عنيفه متتالية داخل حلبة الملاكمة ، فى حين وقف هو يتباهى رافعاً يداه الاثنتان فى الهواء محتفلاً بانتصاره الرخيص !!!!
وهنا لاحظت من تعليقات المشاهدين من حولى ، إجماعاً شديداً على انه أشر الرجال و احقرهم …
رَآه الجميع قوياً ، جباراً …
اما انا فقد قرأت الموقف بشكل مختلف و رأيته من منظور اخر حتى أننى حقاً اشفقت عليه ……. نعم اشفقت عليه !!!!!
فأى رجل هذا ، ينخدع بكل تلك البساطة وبهذه السرعة …
اى رجل هذا ، يقع فى شباك امرأة لعوب و يسقط فريسة سهله لألعابها الدنيئة!!!
اى رجل هذا ، يعلق كالذبابة البلهاء فى خيوط بيت العنكبوت !!!
وأى رجل هذا ، يضحى بزوجة صالحة تحفظ اسمه و تصون عرضه ليستبدلها بامرأة وهبته نفسها كاملاً دون زواج !!!
و اى رجل هذا ، يهجر بيتاً هادئاً سعيدا ليعيش فى منزلٍ تسكنه عقربة سامة !!!
و اى رجل هذا ، يرتضى بسذاجة مفرطة ان يكون مسلوب الإرادة امام امرأة ….
اى رجل هذا ، يقبل على نفسه ان تسلب ارادته وان يصبح عبداً يلبى أوامر سيدته على الفور ، دون وعى نقاش ، دون تفكير ، دون معارضة !!!!
اى رجل هذا ….. حقيقة لا ادرى …
الإجابة الوحيدة التى تطرأ آلى ذهنى ، انه لم يكن رجلاً بمعنى الكلمة من الأساس ومنذ البداية
فتلك ليست بشيم الرجال ، بل ابعد ما يكون عنها …
الرجل الحق ، يحفظ الجميل و يصون العشرة الطيبة …
الرجل الحق ، يكرم زوجته حتى و ان تركها لحال سبيلها ” فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان” …
الرجل الحق ، يفكر بمصير ابنته قبل ان يهدم بيتاً …
الرجل الحق يتحلى بقدر من الذكاء و الفطنة ويمتلك قدراً من قوة الاراده فيقاوم إغراءات تهدد استقرار حياته حتى لا ينجرف وراء نزوة …
هذا هو الرجل الحق ، و لأنه لم يكن هذا النوع من الرجال ، اشفقت عليه ، اشفقت عليه لانى كنت على يقين ان ” ربك لبالمرصاد”
وكما نقول فى ما بيننا ” داين تدان ” ، فاشفقت عليه من يوم ترد اليه أعماله ويشرب فيه من كأس الظلم ، فهل سيصمد كما صمدت جميلة !!!!
أعانه الله على أيام سوداء …

اقرأ للكاتبة :
يكفينى .. انها عادت “جميلة” الجميلة