نانسى فتوح تكتب : هل كل جميلة غبية ..!

كثيراً مانجد من العاهات الاجتماعية والإدعاءات التي يطلقها الرجال على المرأة والتي شوهت العلاقة بينهما،  ويحكمون عليها بصور نمطية، ووضعها في قوالب التي لاتلبث إلا أن تتحول تلك الادعاءات إلى حقائق مزعومة يتداولها المجتمع حتى تصبح صورة راسخة في عقول الناس.

فاعتقدوا أن المرأة تتمثل في أدوار الغسيل والطبخ والتنظيف ورعاية الأبناء ،قبل أي شيء آخر.

واعتقدوا أيضا أن الذكاء ارتبط بمنظر فتاةٍ ترتدي نظّارة، تجمع شعرها للخلف بشكل ذيل حصان، لا تهتمّ بشكلها ،وكذلك الجمال التصق بفكرة “دلوعة” سطحية لدرجة شنيعة ، لا تهتّم إلا بإبراز شفتيها و تحسين عينيها، لا تهتم بالدراسة ولا العلم .. تدفّقت هذه الآراء الروتينيّة وكثير من الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة.

تلك النظره الدونيه للمرأه لم تتغير على مر العصور وتغير العقول والأجيال، وكأن رجالنا تشربت جيناتهم بها وورثت عقولهم الرجولية الكثير من الفوقية والنرجسية الذكورية القائمه على الحط من قدر النساء وتتبع كل ما يقلل من شأنهم ويحط من سمو ذاتهم.

لكن جمال المرأة إن أدى إلى تسطيحها نتيجة لتمركز اهتمامها حول ذاتها ومظهرها، فهذا لا يعني بالضرورة أن الجميلات لسن حريصات على النهوض بثقافتهن وعلمهن ومعارفهن وبالتالي ذكائهن..!

وهناك أمثلة كثيرة على نساء جميلات كانوا في غاية الذكاء بخياراتهن وبما قدموه للعالم من الأدب والفن والعلوم ، فهناك جميلات وعندهن ثقة وطموح فتعمل على أن تكون مميزة في كل شئ ليس فقط ظاهريا ولكن داخلياً.

ولكن .. لماذا يفصل المجتمع بين الجمال والثقافة؟

 لماذا يحتكِر أحد هاتين الصفتين دون الأخرى لامرأة واحدة؟

جاء ذلك في دراسة أجراها خبراء شؤون الأسرة في فرنسا، أكدوا فيها أن الرجل أصبح لا يميل إلى الزواج من المرأة .. وهذا يدل أيضاً على الفصل بين اجتماع الصفتين في امرأة واحدة!!

فإمّا أن تكون جميلة مغرية، أو أن تكون مُثقفة ومُفكرة!!

الموضوع هو موروث ذُكوري أعطى صورةً للمرأة بمحدودية الشكل الخارجي كغريزة للشهوة الجنسية للرجل فحسب، لذا فمن الخطأ الاعتقاد بأن الجمال والذكاء لا يجتمعان بامرأة ، فالمرأة الذكية يمكن أن تكون جميلة، والجميلة يمكن أن تكون ذكية، فلا علاقة بين القبح والغباء ولا الجمال والذكاء ولا العكس بينهما..

 وعلى المرأة ألاّ تُكرّر تجربة الأُخريات وتُثبت بهذا نظرية الرجل إمّا جميلة تهتم بأنوثتها وإمّا مثقفة تضع أنوثتها وراءها، بهذا هي تُسيء لنفسها ولعقلها وقيمتها الإنسانية ككل، فبالتالي عليها أن تبدأ من نفسها أولاً يجب أن يكون لديها “الرغبة” في إثبات نفسها وتفعيل دورها الحقيقي في المجتمع بالمقابل، وأيضا الرجال يجب أن يكونوا ذو عقل متفتح ويخرجوا من تلك الدائرة الضيقة التي وضعوا أنفسهم والمرأة بها.

 فليس كل جميلة بالضرورة بعيدة عن الحقل الثقافي والفِكري، وليس كل مثقفة بالضرورة أن تكون بشكل معين ولباس معين يتناسب وأفكار “فئة معينة” ممن يربطون الأخلاق والثقافة باللباس والمظهر الخارجي .

وأخيرا .. فالمرأة الجميلة فِكراً وخُلقاً وجسداً قيمة إنسانية لهذا العالم الضال.

اقرأ للكاتبة :

القيل والقال

شكرا للتعليق على الموضوع