يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

لقطة من ليالى اوجينى”

الحلقة الاولى ….

كيف ابدأ ومن اين ابدأ … يبدو لى انها حالة من الحيرة سوف تغلبنى فى كل مرة اشاهد فيها حلقة من حلقات “ليالى اوجينى”

“كاريمان” …. اسرتنى تلك المرأة منذ اللحظة الاولى بتلك الابتسامة الحزينة المنكسرة التى تنم عن استسلام كامل لاقدار كتبت عليها وحياة تعيسة اعتادت التعايش معها برغم صعوبتها ومرارتها وقسوتها …

رأيت صورة لأم مصرية مضحية، آثرت ابنتها عليها … فارتضت البقاء مع زوج قاسى وسادى الى ابعد حد ، من اجل ابنتها الرضيعة ربما لانها كانت على يقين انها اذا ما اختارت الرحيل والابتعاد ، فكأنها اختارت الابتعاد عن ابنتها بلا رجعة

فتحملت وابل الاهانات والضرب والانكسار والعيش بلا كرامة بلا روح ، فى سبيل البقاء بجانب ابنتها

حتى انها قالتها صريحة للخياطة التى حاكت لها فستانها ” كله يهون …. طول ما انا جنب ليلى وشايفاها مبسوطة … انا مبسوطة … “

تلك هى الام عن حق … تُخرِج نفسها من جميع المعادلات حين يتعلق الامر بأولادها …

تصبح سعادتها بلا معنى امام سعادة اولادها وراحة بالها بلا قيمة امام راحة بال اولادها

وهى كشخص وكيان بلا وزن ، اذا ما وضعت فى كفة مقابل كفة اولادها …

وتمثل هذا المبدأ الذى يحكم الأمهات جلياً ، فى المشهد المؤلم الذى جمع بين كاريمان وبين زوجها “اسماعيل” ، حين اخبرها ببرود شديد وسادية مطلقة وجنون واضح ان ابنتها قد رحلت الى باريس مع احدى قريباته !!!!

وما استوقفني فى هذا المشهد ، هو انه وبرغم اهاناته الشديدة لها ، وسبها بأقذر الشتائم واتهامها فى شرفها ، وممارسة العنف معها ، واذلالها الى أسفل درجات الذل ، الا انها لم تتوقف عند اى من تلك العبارات ، ولَم تعقب على اى منها ، ولَم ترد له الاهانات ولَم تنكرها

على الرغم من بطلان جميعها وكأنها لم تسمع اى منها ولَم تصل الى ابعد من لسانه الوقح ….

لم تتوقف الا عند حقيقة واحدة مفجعة وهى ابتعاد ابنتها عنها ، فراحت تتوسل اليه وتوافقه الرأى دون تردد فى كل عباراته المشينة ، بل وصل بها الامر وقد ركعت أمامه تقبل يده و حذائه ، متوسلة اليه ان يعيد اليها ابنتها …. فابكتنى بكاء حاراً وكاد قلبى يتوقف حزناً واشفاقاً عليها ……

حتى اتت تلك اللحظة التى تاكدت فيها ، ان ابنتها قد رحلت بالفعل ولَم يعد هناك ما يدعوها لابتلاع الذل وتحمل العلقم بعد الان ، فتبدلت ملامحها وتغيرت ردود افعالها فوقفت أمامه تقاومه بقوة وانهالت عليه ضرباً حتى تركته غارقاً فى بركة من الدماء … ( وعلى ان اعترف ان هذا اسعدنى كثيراً !!! ولَم يشغلنى سوى كيف ستنجو بفعلتها والافلات من العقاب وانه بالتأكيد اقل بكثير من ان تنال عقاباً بسبب شخص حقير مريض مثله !!!!)

وبالنهاية اكد لى هذا المشهد حقيقة لم تخف عنى يوماً وهى ان نقطة ضعف الام الوحيدة هى اولادها فان رحلوا عنها ، زالت نقطة الضعف وأصبحت أقوى وأشرس النساء ….

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة :

يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

شكرا للتعليق على الموضوع