هي ” قصة قصيرة “
كانت دوما تبحث عنه في الوجوه التي تقع في طريقها .. كانت ترغب في استرجاع جانبها المفقود بغيابه ، و كانت تظفر بملامحه في اشخاص عابرين يمرون طالبين قربها … فتتمنع … بحكم الوفاء له تتمنع …تستمر حياتها فيزداد الغياب ..
تتأثر … جد تتأثر .. تعلن نفسها الحداد و ترفض البقاء دونه وهو غائب فتتأثر … يطول الحداد و تقطع صلتها عن العالم … تراقبه من بعيد متألمة من صده المتكرر .. و يبقي علي عناده فتتألم .. يهاجمها اكتئاب من ضغوطات كثيرة لا تتحملها و تتعافى … و تبقي ايامها بجانبه عالقة في ذهنها و لا تتحرر … تتوقف عن محاولات بائسة للوصل … و تتعافي … تمارس حياتها دون توقف و هو داخل قلبها يسكن … رغم غيابه يسكن .. تعاني خلو لياليها من صوته .. و تراه في احلامها فتبكي .. نائمة تبكي .. تشتاق اليه بلا جدوي .. تفتقده … حقيقي تفتقده … تستشعر اشتياقه اليها فتهدأ … تقترب منه بهدوء و تهدأ .. تخاطبه بنعومتها عن قبح التفريط في الماضي فيلَّين .. بنعومة صوتها يزداد حنينه … بلمساتها الساحرة يغيب عنه الكون …
أكان لابد من الفراق يا حبيبي ؟؟!
تتسأل … ترغب في السكوت الي جواره و تتسأل ..
يجيب بما يمليه عليه حاله … يسكت …. في سكوته اجابة … غير ظاهرة لكنها اجابة … في اللقاء يتوه الكلام .. في اللقاء يعلو الصمت .. تنسجم الارواح فلا يصبح للحديث نفعٍ … لولا شفاعة حبك الدائمة ما خطوت خطوة تجاهك … في الصمت ينطق خاطره .. لا يجرؤ علي الكلام حتي لا يكسر السكون … لكنه يتكلم .. خاطره يتكلم … يشعر بالحياة و هي بجانبه و البعد مدمر … مدمر للقلوب .. تكسر السكون بكلماتها الناعمة … قليلة لكنها ناعمة .. توصيه بقلبها و بكل ما كان بينهما بألا يغيب .. بالحب تستنجد الا يغيب .. لا تجيد التعبير لكنها تحاول .. من اجل حبها تحاول … تخرج ما بداخلها ببساطة … لا تعرف مردود الكلمات بداخله .. تداعب انامله و تزيد … كلماتها تزيد … علي غير العادة تزيد .. يحاول المقاومة ولا يفلح … من روعة الاحساس لم ينجح .. غير قادر .. علي صدها غير قادر .. تتشابك الكفوف و يسكن العالم .. بالتشابك العالم يسكن .. من حولهم يسكن ..
اقرأ للكاتب :