لؤي ديب يكتب : كلام في الممنوع “صفقة القرن – الجزء السادس”

فلسطين المستنزفه

رغم أنني اكتب اجزاءاً متفرقه احاول فيها أن انقل القاريء من مكان لمكان بشكل غير منظم ولي اسبابي المتمثله بأن هول المعلومات القادم يحتاج الي معرفه شيء عن كل شيء .

ربما يكون هذا الجزء من اكثر الأجزاء تنظيماً وجذباً لأنني سوف استعرض فيه دون السرد مقاطع من (تقرير خاص جداً جداً) ، ونترك نشر التقرير كما خطط له أصحابه في الزمان والمكان المناسبين علي رأي الحكومات العربيه كلما ضربتها اسرائيل !

المقاطع :

1- حتي شهر فبراير من العام 2015 كان عدد الفلسطنين في تركيا نحو ألف وخمسمائة عائلة ، بمجموع حوالي خمسة آلاف شخص، معظمهم في اسطنبول، بينهم مئتا رجل أعمال يملكون شركات خاصة، ونحو 150 طبيباً، وأكثر من 50 يتولون إدارة شركات تركية، نشطوا في الاقتصاد ووصلت صادراتهم إلى نحو ملياري دولار سنوياً، منها حوالي نصف مليار دولار في قطاع النسيج وحده، من أصل 145 مليار دولار إجمالي الصادرات التركية وقتها ، وكانت تركيا ثالث دولة مصدرة لفلسطين بصادرات يبلغ حجمها نحو 280 مليون دولار سنوياً، من أصل حوالي 4.5 مليار دولار إجمالي الواردات الفلسطينية من العالم وقتها، في حين لم تزيد الصادرات الفلسطينية إلى تركيا وقتها على خمسة ملايين دولار سنويا من أصل حوالي 700 مليون اجمالي الصادارات الفلسطينيه وقتها .

2- حتي شهر مايو من العام 2018 وصل عدد الفلسطنين في تركيا نحو 25000 خمسه وعشرون ألف عائله ، بمجموع حوالي 112000 مئه وإثني عشر الفاً، يتوزعون علي كل أراضي تركيا ، بينهم 4900 رجل أعمال يملكون شركات خاصة، ونحو 1056 طبيباً، و1320 مهندساً في مجالات مختلفه وأكثر من 850 يتولون إدارة شركات تركية، ومهاجرين من فلسطين ضخوا في الاقتصاد التركي مبلغ ( 9.5) مليار دولار جلبوها معهم ، ووصلت صادراتهم إلى نحو 23 مليار دولار سنوياً، منها حوالي 11 مليار دولار في قطاع الصناعه وحده، من أصل 182 مليار دولار إجمالي الصادرات التركية لسنه 2017 مضافا إليها حتي شهر ابريل من العام 2018 ، واصبحت تركيا ثاني دولة مصدرة لفلسطين بصادرات بلغ حجمها نحو (مليار ونصف ) دولار حتي ابريل من العام 2018 ، من أصل حوالي 6.4 مليار دولار إجمالي الواردات الفلسطينية من العالم للفتره المذكوره اعلاه ، وأن الصادرات الفلسطينية إلى تركيا للفتره نفسها بلغت (9.5)مليون دولار سنويا من أصل حوالي ( مليار ونصف) دولار اجمالي الصادارات الفلسطينيه لنفس الفتره وهي عام 2017 حتي ابريل من العام 2018 .

التعليق :

هذا ليس فقط عجز مرعب في الميزان التجاري أو استضافه لأشقاء بقدر ما هو استحلاب لرأس المال الفلسطيني ، ومثلاً لو استشهدت بمقطع اخر من التقرير من أصل (9.5)مليار ضخها الفلسطنيون في الاقتصاد التركي هناك ( 4.7) مليار جاءت من غزه وان حجم المساعدات التركيه الانسانيه لغزه للعام 2017 وحتي ابريل 2018 بلغ (23) مليون دولار ، فهل ادركنا أصول التجاره وكيف يُمن علينا من أموالنا ، ناهيك علي أن عمليه التسهيلات التركيه للفلسطنيين تمت بالاتفاق التام بين الجانب التركي والاسرائيلي والامريكي في الثالث من مارس 2016 في إجتماع في فندق ( Acapulco Resort Convention ) في قبرص التركيه وكان التمثيل عالي المستوي ، فهل يا تري كان الاجتماع لمساعده الفلسطنيين أم لتنفيذ جزء ورقصه من رقصات صفقه القرن؟

3- رصد التقرير ( سته) شبكات منظمه لتهريب البشر تنشط في فلسطين وفي التجمعات الفسطينيه في لبنان وسوريا والعراق ومصر والاردن، وهذه الشبكات جميعا تُدار من اجهزه المخابرات وتصنيف الاداره فيها حسب القوه يأتي تباعاً حسب الترتيب الآتي:

– جهاز الموساد الاسرائيلي

– جهاز الشين بيت الاسرائيلي

– جهاز ام 16 البريطاني

– ستيت سيكيورتي سيرفس البلجيكي

– ناشونال انتجلجيس سيرفس نيس اليوناني

– السي اي ايه الامريكي

هذه الشبكات ذاتيه التمويل وقد هربت خارج فلسطين ومناطق التجمع في لبنان وسوريا والعراق والاردن ومصر حوالي (213) الف فلسطيني

فهل يتعلق الأمر بإجراءات الصفقه ؟ أم أن قلوبهم علينا ؟

4- عدد الجنسيات التي مُنحت للفلسطنين في العام 2015 في العالم اجمع كان 1100 جنسيه تقريبا في حين سجلت الفتره في العام 2017 حتي ابريل من العام 2018 حوالي 29000 جنسيه ، تركز أغليها في دول جديده مثل السودان ، ماليزيا ، بنجلادش ، استراليا ، تركيا، كندا ، اوربا، البرازيل.

فهل الأمر صدفه ام جزء من الصفقه؟

5- إجمالي الحوالات المالية المنفذة في 2016، عبر القطاع المصرفي الفلسطيني (بنود وأفراد وشركات)، بلغت (38.8 ) مليار دولار تقريبا ، منها تقريبا ( 28.3) مليار حوالات داخليه وحوالي ( 3.5) مليار حوالات الي الخارج .

6- إجمالي الحوالات المالية المنفذة في العام 2017 وحتي ابريل من العام 2018 ، عبر القطاع المصرفي الفلسطيني (بنود وأفراد وشركات)، بلغ (59.8 ) مليار دولار تقريبا ، منها تقريبا ( 23.9) مليار حوالات داخليه وحوالي ( 35.9) مليار حوالات الي الخارج .

التعليق :

هل يدرك المواطن العادي قبل الحكومه والتنظيمات حجم الكارثه الإقتصاديه عندما يكون الفرق في عام ونصف تقريبا (32.4) مليار لصالح الخارج ، فإلي أين تذهب أموالنا ونحن استوردنا فقط بحوالي (7.9) مليار دولار للفتره نفسها ، بإختصار لقد هرب من عندنا (24.5) مليار دولار في عام ونصف فقط وربما يكون صادما اذا عرفنا أن الحجم الكلي للاقتصاد الفلسطيني في الداخل ما بين الثابث والمتحرك سيكون أمامه أقل من سنه للانهيار الشامل اذا تكرر هروب مماثل للسيوله المذكوه أعلاه ، فهل ادركنا الأسباب العميقه لظاهره الفقر والتسول التي تغزو المجتمع الفلسطيني ووللاسف هذه الاموال تذهب بعيداً فلا هي تطيء دول الجوار حتي تجانب الوطن لتعود في أقرب فرصه ، ولا هي تفيد إخواننا ، بل هي نكبه إقتصاديه ستكون حجر الأساس لنسف الحقوق السياسيه والاقتصاديه والثقافيه والتاريخيه للشعب الفلسطيني والابقاء علي حق جديد اسمه ( حق التسول بمقابل) ، تلك هي مورثات الغيبوبه التي نعيش فيها وتمهد للصفقه أسس وعوامل النجاح ، وأيضاً تعمق الإدراك بأن الصفقه لا تحتوي علي هديه ماليه كما يروج البعض ، بل تنشط علي تجفيف مالي للداخل وتمويل عمليات إنسانيه بنسبه لا تتجاوز 5‎%‎ من عائدات الاستثمار الفلسطيني ، بمعني آخر نحن من يمول نكبتنا الجديده بأيدينا وما يُدفع الآن من الامريكان او من تطالهم السطوه الامريكيه بمثابه استثمار طويل الاجل – عالي الربح .

وسنري في اجزاء قادمه كيف سوف يتحول الاستنزاف للاقتصاد الفلسطيني ، إلي استعباد للانسان ضمن المشروع الاقتصادي الامريكي الهادف الي استبدال اليد العاملة الصينيه الرخيصه بيد فلسطينيه بشروط مجحفه ، ونحن نشاهد وكأننا عشقنا دور الضحيه التي تستسلم لجلادها لتبكي لاحقاً دون فعل حقيقي لايقافه.

يتبع … الجزء السابع

اقرأ للكاتب

لؤي ديب يكتب : كلام في الممنوع “صفقة القرن – الجزء الخامس”

شكرا للتعليق على الموضوع