أحمد زكي وهالة فؤاد..الحب اليتيم
أشهر قصص الحب بين المشاهير..يرويها محمد رفعت
من كتاب : اقاصيص العشق
لعبت المرأة دورا «هامشيا» في حياة أحمد زكي… فقد عانى مرارة الحرمان المبكر من أحضان والدته لزواجها بعد وفاة والده… وحينما استقر على شاطئ الحب تزوج الفنانة المعتزلة الراحلة هالة فؤاد في زفاف أسطوري وتصور الجميع أن الحب والاستقرار سيفجر مواهب جديدة في حياته.
لكن سرعان ما تبدد الحلم وحدث الانفصال بينهما وعاد بعدها أحمد زكي لحياة الوحدة يبحث عن لحظة حب ولا يجدها إلا في مشاهد بعض أفلامه.
في أحد الأيام قرأ أحمد زكي خبرا تحت عنوان «أمنيتي» وصورة لهالة فؤاد وتحت أمنيتي قالت: «أنا كان نفسي أدخل كلية الإعلام لكي أصبح مذيعة في التلفزيون».
وكان وقتها قد بدأ التمثيل مع هالة ويعرفها عن قرب فوجد فيها ملامح من المرأة التي كان يحلم بها وتوسم فيها أنها ستكون زوجة رائعة فقد أنهت لتوها- وقتها – دراستها في كلية التجارة.
كانت مشاعر الحب قد بدأت في التسلل إلى قلب أحمد زكي وبحث عن طريقة يفاتح بها فتاة أحلامه.
وفي أحد الأيام تحدث مع هالة وقال لها: «مارأيك في أن تصبحي مذيعة في التلفزيون خاصة وأن شكلك محبب إلى الناس وتستطيعين أن تقدمي برامج تلفزيونية ناجحة ليس لأن الفن مجال سيئ أو لأنني أرفض عملك بالتمثيل ولكن لأنني أريد في الوقت نفسه أن أكوّن أسرة وأنجب أطفالا كثيرين فقد حرمت من جو الأسرة وأريد تعويض سنوات الحرمان الطويلة… قال ذلك لهالة لأنه ممثل وكان يرى زميلاته الممثلات يتعبن كثيرا ليلا ونهارا حسب ظروف العمل.
عرض أحمد زكي على هالة فؤاد أن يحقق لها هذه الأمنية وتكون مذيعة ناجحة وأنه سيساعدها على تحقيق أمنيتها… ويومها وافقت هالة على الفور… لكنه شعر أنها تعيش في أزمة… إنها تريد الارتباط به ولكنها في الوقت ذاته تحب الفن، لكنه لم يكن يعرف ذلك… وتم الزفاف وبدأ أحمد زكي يحلم بالمستقبل وإنجاب الأطفال.
ولم تسعه الفرحة عندما أخبرته هالة بقرب قدوم وليّ العهد… وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن… فقد حدث أثناء فترة الحمل أن كتبت إحدى المجلات الأسبوعية ـ على لسان هالة ـ أنها ستعود للفن بعد انتهاء فترة الحمل وإنجاب طفلها، ويومها قرأ أحمد زكي الخبر وجُن جنونه وواجهها بهذا الخبر وأصبح في حال عصبية.
وبدأت الخلافات الصغيرة تكبر ولم يستطع المحيطون بهما أن يمنعوها وأصبحت هالة فؤاد حائرة بين حبها للفن وحبها لأحمد زكي وكان الانفصال بينهما وضاع الحلم بعد زواج لم يستمر سوى عام وعدة أشهر فقط.
وبعد إنجابها لابنها الوحيد ـ هيثم ـ شاركت هالة في بطولة فوازير رمضان مع صابرين ويحيى الفخراني وكشفت عن موهبتها الفنية وشعر أحمد زكي يومها أنه أخطأ في حقها حيث سعى لإقناعها بالابتعاد عن شيء تحبه وبالرغم من انفصالهما فقد حرصت هالة فؤاد على مساندته حينما تعرض لأزمة صحية وطارت إليه في لندن لتقف بجواره بصفته والد ابنها وطاردتهما اشعاعات استئناف حياتهما الزوجية.
ووقفت الكرامة والكبرياء والعناد بين أحمد وهالة وضاع الحلم الجميل مرة أخرى، ثم تزوجت هالة بعد «5» سنوات وظل هيثم يعيش معها وحين مرضت لم يكن يعرف أحمد زكي كيف يتصرف وماذا يمكن أن يقدم لها وقيل يومها إن هناك دواء في أميركا فسعى للبحث عنه ولكنه كان مقيدا لأنها سيدة متزوجة وكان الموقف حساسا لكنه ذهب إليها في المستشفى وحين سمع خبر وفاتها ـ وقع أثناء التصوير ـ حزنا على إنسانة أحبها من كل قلبه.
والمثير أن يصاب أحمد زكي بعد رحيل هالة بسنوات بنفس المرض الذي عانت منه ويعيش نفس الآلام التي عاشتها.
اقرأ للكاتب
يوسف شعبان..وقصة الزواج الملكي