ولكل صوت صوت…”قصــة”- الجزء الثالث

تأليف :  نادية حلمي

اقرأ الجزء الثاني

الجزء الثـــــــــــــــــالث

والآن لكم الجزء الأخير لكتابة هذه القصة جزء يخص القلم وعشق الروح له، وما أصاب النفس من مخاوف فترة الأحداث السوداء وعليها توقف الفكر عن التفكير والإبداع، وصمت القلم عن التعبير بما يجول في الخاطر ما أفقدني الأمل والحياة بلا أمل لا معنى لها حيث سجن الفجر داخل ذاته، وغابت الشمس عن مطلعها وتلاشي النهار فبدت الحياة مظلمة في العين، والظروف معاكسة ما جعلني أدور حول النفس في محيط ضيق كمن في دوامة لا مخرج منها، وينتابني الشك في قدرة مصر… مصر لن تواجه الدائر على الأرض ما أرعد الأوصال للصمت الطويل وهذا كان قبل ثورة شعب، وكلمة بطل وسيطر صوت الشيطان على الروح… نعم مصر لن تقاوم… إنها أضعف من ذلك ويصرخ الصوت الداخلي… لا تستسلمي للصوت الدخيل، وإلا أصبحتي طوعاً لأفكار الشيطان… ويتملكنى شيء من الغضب، والغضب ليس من طبع عاشق للتسامح ومقاومة الغضوب وأحاول مع الفكر والقلم وللفشل كان مكان في نفسي.

وأغدوُ مُبحره في بلدان كثيرة شردهم الإرهاب اللعين وذاقوا من الآلام كثيرا، وينقطع الخيط المتبقى من الأمل، وللشيطان يبدو صوتا في نفسي ويصبح اليقين أكيداً.. مصر لن تقاوم وإذ بحس يجول في الصدر يخالط الأنفاس المرهقة بشيء من الأمل… مصر ستقاوم ما أسقط الدخيل على النفس من شكوك وتصورات كاذبة…. وأتساءل ؟؟ إذاً لما طالت الأنفاس صمتاً… أكان تخطيطا لساعة الصفر ؟ رجاء لا يلوم أحداً نفس كل مرادها السلام وكل آمالها حس إبداعي يعلوا بها لفوق الأرض، وقلم يعبر عن ما يجول في خاطرها… فماذا على نفس مثل هذه أن تفعل ؟؟ والروح سجينة ذاتها خلف سياج حديدي ملغم بالشكوك الطاحنة ما قد قلل من قدره وطن في قدرته القضاء على الأعداء فآثرت الهرب، وخلفها أحكمت المغاليق كي لا تسمع ولا ترى ويضيق الصدر وأبحث عن ثغرة للتنفس قبل تلاشي الصبر وارتفاع صوت الغضب.

واصرخ صمتاً أريد سلاماً… أريد فكر وقلم يبحران بي فوق الأرض… أريد هواء بنقاء رضيع المهد … حس حريري أنعم من ملمس النسائم برحيق العطور… أريد حياتي ما قبل قفز الأعداء وسيطرة المخاوف.. أريد فجراً مشرقاً وأزهار مبتلة بندى الفجر.. أريد أن أهفو أتمايل والأفنان المتراقصة على أنغام الطير حتى التقى وتغريدات الفكر السابح إبحاراً فوق الأرض.. هذا هو ما كنت عليه قبل سيطرة الشيطان… ربما التقى والنفس والحلم مجدداً قبلما يذهب كل شيء في مهب الرياح… إذاً تمسكي بالوجود تحدى الذات والتقي بالقلم المعاند خجلا أن يستسلم الإنسان مع أول لطمة تصادفه تحدى ذاتك… نعم سأتحدى وكل صوت دخيل شتت الروح والفكر لأستعيد الثقة لتوازن النفس… الثقة ميزان الروح كثيراً ما بها تحديت قبلا أخطاء في لحظات ضعف.

ولله أشكو لعله يسقط الأغلال الملتفة حول عنق الإبداع ويلاشي اليأس الذي تسلل كسارق لعين وسلبنى الثقة ما أصابني بالضعف مع أول حدث صادف العين… ما أفقدني المقاومة… وأتساءل ! من أنا اليوم ؟؟ .. وإلى أين ذاهبة بالصمت المتبلد ما قد مسح مسحاً كليا ما أعشق من إبداع وبلد الوجدان وعزف بالقلب عن مخاطبة الحواس المرتبطة بعشق الروح للقلم وعليه تغربت النفس عن ذاتها وسجنت خلف ليل مظلم … ماذا أفعل ؟؟ لأعلو اللجج الثائرة التي بها أتلاطم صعوداً وهبوطاً لبعثرة الكيان … أين أبحث عن ذاتي في كيان بات أجوف ومجهول رافض الكشف عن ذاته.. لقد تربع شيطان الجحيم على مقعد السفينة إنها لعبة قدر.. اكشف ما وراءك أيها القدر لصالح من تلعب ؟.. وإلى متى سيستمر الحال هكذا ؟؟ أريد السفينة في أيدى أمينة لنتنفس راحة الأمان.

تصدق أولا تصدق أيها القارئ من خلال المخاوف عشت بالقلب والحس والفكر آلام وعذاب المتغربين عن بلدانهم جرار الإرهاب اللعين وتغربت النفس عن ذاتها… أنه لإحساس مميت أن يسرق سارقا موطنك وتهيم على رأسك بلا مكان ما قد شدد من اليأس وألقى بالثقة خلف الظهر وقضى على الآمال ودفن الحلم في جب الصمت وينتابني كثيراً ذات السؤال، وهواجس تلاحقني… ما الذي سيحل بنا سنستسلم أم ماذا ؟

ما الذي سيحل بنا سنستسلم أم ماذا ؟

الأديبة نادية حلمى
الأديبة نادية حلمى

تابعونـــــــــــــــــــــــا …. الجزء الرابع (الأخير)

اقرأ للكاتبة 

صرخـة ..!…”رواية”

شكرا للتعليق على الموضوع