ياسمين مجدي تكتب: ليتها تعود من جديد
جئت أتحدث إليكم اليوم يا قرائي الأعزا ء عن نوع من الأدب الذي قلما نجد فيه كتاب متميزين وهو الأدب الساخر حيث عندما يحين عليك الوقت عزيزي القارئ وتشعر ببعض الملل والرتابة من نمط الحياة التي تعيشها أو من نوعية القراءات الروتينية اليومية بشكل أو بآخر فلابد من لحظة تسرقها من الزمن فتقرر الاتجاه إلى شيء يأخذك من العالم الذي تعيشة لحظات تضحك فيها من قلبك.
وهذا ما يحدث عندما تقرأ كتاب أدب ساخر لأحد كبار أدباءنا وبعض الشباب الموهوبين في هذا المجال ولكن كما نعلم أن الكوميديا في هذا الزمان أصبحت الآن تنقسم إلى قسمين كوميديا نظيفة وكوميديا غير نظيفة وغالبًا ما نرى ذلك في الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي تعرض على الشاشات و في الروايات المكتوبة …نعم لا تندهش عزيزي القارئ في الروايات المكتوبة ومن الأمثلة الحية على هذا رواية قرأتها منذ فترة لأحد كتاب السيناريو وهو الكاتب بلال فضل الذي كان يروي لنا حكاية “أم ميمي” التي للأسف لم يتسنى لي استكمالها حيث كانت صفحاتها مليئة بالألفاظ البذيئة الصعب قراءتها وبعض العبارات التي تشمئز صديقي القارئ عندما تقرأها بل وتتأفف من الرائحة الكريهة التي تنبعث من مجرد قراءة تلك الكلمات ولا أعرف لماذا كتبها وما الهدف منها من الأساس؟ فهي ليست للأسف من وجهة نظري متاحة لكل الأعمار.
ومع أن بات الغالبية العظمى تعرف الأن أن من أهداف الكتابة هي البوح بما لا يمكن البوح به من أسرار بطرق أخرى فالكتابة هي الموج التي تجعل الكلمات تخرج من جحرها في أعماق البحار وتطفو على السطح ليقرأها الناس للاستفادة منها بشكل وبآخر ولكن أرى من وجهة نظري أن تلك الروايات يعتقد البعض أنها روايات مسلية من تلك التي تنسي الإنسان همومه ولو للحظات ولكن هناك من تلك الروايات أيضًا التي يتم كتابتها بأسلوب راقي لطيف مهذب تستمتع عزيزي القارئ عند قراءته مثل كتب الأديب الساخر الشاب”شريف أسعد” الذي لم يبخل علينا دائمًا بتلك الإعترافات التي يكتبها من أجل رسم الابتسامة على شفاهنا وإدخال الفرح لقلوبنا وعقولنا ولكن هناك عتاب صغير بالنسبة لكتاباته هو استخدام كلمة “اعترافات” التي أرى أنها ملائمة أكثر لروايات تحمل طابع الجريمة ولقطات الأكشن المثيرة وأكثر ما يميز كتابات هذا الشاب المتميز أنه يشاركنا ببعض اللقطات والذكريات الجميلة من طفولته وشبابه مع والديه واخوته أبطال الحكايات ويذكرنا معه بطفولتنا وصبانا وكل شيء جميل كان موجود وذهب مع الريح في عصر الكمبيوتر والانترنت والحياة السريعة فيذكرنا بالمنازل القديمة بجدرانها وأسقفها العالية وعبق الزمن الجميل الذي نتنسمه من خلالها ويذكرنا بأجدادنا الذين رحلوا وأخذوا معهم قدر كبير من الخيرات التي كانت موجودة مع وجودهم ويذكرنا أيضًا ببعض القيم النبيلة والجميلة التي نشأنا عليها ونتمنى أن يسترشد بها كل رب أسرة جديد في تكوين أسرته وتنشأة أولاده فكم شاهدنا احترام الوالدين الذي كان من المقدسات في الماضي وحب الأخوة والجيران ومساعدة بعضهم البعض وأشياء أخرى كثيرة ولكن أتساءل أين ذهب كل هذا الآن ولماذا لم نراه تلك الأيام إلا قليلًا؟ لماذا سيطرت على الناس مشاعر مثل الحقد والكراهية والضغينة؟ أين تلك القيم النبيلة ولماذا لم نسترشد بها في خلق جيل جديد ينفع نفسه ووطنه؟ الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهني وأتمنى لها إجابات قريبة كما أتمنى أن تعود الكتابة النظيفة والتي تأتي من خلال مزيد من القراءات والمطالعة والحصول على مزيد من الحصيلة اللغوية التي بها يرتقي الكاتب في كتاباته ويبتعد عن استخدام تلك العبارات التي نخجل من سماعها أو قراءتها حتى يصل الناس إليها بسهولة ويحظى الكاتب بالنجاح والشهرة مثل كاتبنا هذا الذي أرفع له القبعة وأنحني له شكرًا على مساهمته في إسعادنا ولو بالقليل وأتمنى له المزيد من التألق والنجاح في المستقبل.
اقرأ للكاتبة
ياسمين مجدي تكتب: الفنانة عايدة عبد العزيز