محسن عقيلان يكتب: انتخابات تركيا اليوم بين التقديرات الاستخبارية واستطلاعات الرأي
اردوغان لاعب الكرة الذي قاد تركيا منذ ٢٠٠٣ والذي يجيد الانتصارات وتسجيل الاهداف يخوض اصعب مبارياته السياسية اليوم حيث تعجز كل التقديرات و استطلاعات الراي عن التنبؤ بمن الفائز في انتخابات مصيرية ستحدد ملامح تركيا المستقبل و ستحدد ايضا شكل التحالفات الدولية
اذن نحن امام معركة انتخابية داخلية في تركيا و ايضا تنافس و تدخل دولي لجر تركيا كل الى مربعه فروسيا و الصين ومن دار في فلكهما يرغبون بفوز اردوغان و هذا ما جعل زعيم حزب المعارضة قيليجدار اوغلو يتهم روسيا بالتدخل بالانتخابات و اتهامها بتدبير فضيحة تسريب زعيم حزب البلد محرم انجه وهناك تسريب من المخابرات الفرنسية التي تتابع بدقة الوضع التركي ان اردوغان ما زال يمتلك فرصة الفوز بالرئاسة و ايضا المخابرات البريطانية ترجح فرص فوز اردوغان و الاخير يعرف ان هذه الجولة مصيرية له و لحزبه فلم يترك شي الا لعب عليه من الوطنية التركية الى الصناعات الاستراتيجية و اخيرا قام باستثمار الكرة من خلال مسعود اوزيل في حزبه و الفن ايضا بادخال عارضة الازياء و ملكة جمال تركيا سيدا ساريباش و المعركة الانتخابية الان تعتبر بين المحافظين العثمانيين و يشكلون ٤٥٪ وبين العلمانيين الاتاتوركيين و يشكلون ٥٥٪ مع وجود مجموعة الرماديون بينهم الذين لم يحسموا اتجاههم بعد اي من يريد الفوز على اردوغان لن يفوز بسهولة لذلك كانت اغلب الاستطلاعات متقاربة ، لكن هذه الاستطلاعات على ماذا بنت رأيها لفوز اي من التحالفين.
اولا بالنسبة لأردوغان لعب جيدا بعواطف الاتراك المتعطشين لعظمة تركيا وقوتها وقام باختيار الوقت المناسب لعرض انجازاته و بطولاته الاستراتيجية مثل:
١- الاعلان عن اول حاملة طائرات صناعة تركية
٢- البدء في تسليم الشقق السكنية فعليا منذ ايام للمتضررين من الزلزال
٣- تنفيذ وعده بايصال الغاز المكتشف حديثا للبيوت شهر مجانا و باسعار مخفضة بعد ذلك
٤- الاعلان عن سيارة توغ التركية الحديثة وبمواصفات دولية صناعة وطنية خالصة
٥- الاعلان عن اكتشاف حقل جديد من النفط بقدرة ١٠٠ الف برميل يوميا
اما المعارضة استندت على اخفاقات اردوغان
1- الحكومة قصرت و تخاذلت في معالجة اثار الزلزال
2- تدهور الليرة التركية
3- غلاء الاسعار خاصة السلع الاساسية وارتفاع نسبة التضخم الى ٨٠٪
4- ارتفاع اسعار العقارات و الايجار و اتهامه ببيع البلاد للاجانب
5- التدخلات الخارجية للجيش التركي وجلب مزيد من الاعداء
6- اخفاقه في معالجة مسالة اللاجئين السوريين
والنقطة المهمة التى بنت عليها المعارضة فوزها ان اصوات انصار محرم انجة ستذهب لصالحهم لكن المحللين استبعدوا هذه الفكرة بسبب خطاب محرم انجة و اتهامه لاطراف خارجية مثل قتح الله جولن واسرائيل واطراف داخلية في المعارضة مما سيعمل ذلك على تشتيت الاصوات بين تحالف الجمهور وتحالف الشعب.
ايضا هناك صعوبة في تحديد هل الرئيس القادم سيحظى باغلبية البرلمان ام سيكون رئيس حاكم ببرلمان معارض.
خلاصة القول ان نتاىج انتخابات اليوم صعبة ومعقدة والفارق بين المرشحين سيكون بسيط جدا والاحتمال الاكبر ان تذهب البلاد الى جولة ثانية من الانتخابات لتحديد اسم رئيس تركيا القادم.
الكاتب: باحث في العلاقات الدولية
اقرأ للكاتب
محسن عقيلان يكتب: ضرب الكرملين بين الغموض الاستراتيجي والتفاهمات الكونية