قرار المسعود يكتب: من وحي المراحل
لعل رؤية تسعة عشر جوان ألف وتسعة مئة وخمسة وستون استيقظت من سباتها في الثاني عشر من ديسمبر ألفين وتسعة عشر.
فهل المجتمع الجزائري يسعفه الحظ معها في ألفين وأربعة وعشرون؟ وهل وصل لمقارنة المراحل التي مرت بها البلاد بعد ما اتضح له المجال و انقشع له الضباب شيئا فشيئا؟.
أكيد أن المشهد فرض واقع لا ينكر ولا يخفى في مزيد من الوضوح للاتجاه في بناء الدولة ووعي المجتمع بتحليله للمراحل السابقة وخاصة الأخيرة. وأكيد أيضا أنه لا يمكن النهوض للدول مهما وفرت من وسائل في التنمية ورفاهية المواطن إذا كانت درجة الحس المدني فيها غائبة، و تبقى تتخبط في المشاكل و النزاعات البيزنطية و التدخل الأجنبي و تقبل الأراء المستوردة. بينما إذا ركزت واستثمرت في وعي الفرد، تتخلص من الضغط الخارجي ويدرك مجتمعها من يسيطر عليه من الدول القوية من خلال الظلم الجائر والتحكم في كل ما هو ضروري للعالم، فيولد فيه تفكير عميق في إيجاد و سائل الخروج من الحصار و ينتبه أن خيرات بلده التي تُصَدر بإمكانه استغلالها وتنميتها أحسن من الأجنبي في مكانها و الاستفادة منها.
كانت بعض الأمم والمجتمعات محاصرة بالإعلام المزيف والإشاعات المغرضة والبروباجندة وحتى الآن مازال مفعولها يسري في بعض المناطق. لكن أمام وضعية التحول الحالي وما تظهره الأنباء، ألا يمكن أن توسع نظرة المواطن إلى أن تتجاوز ندرة الزيت في بلادنا وغيرها مثلا إلى ما يجري من أحداث و ما يحاك في محيطه إقليميا و دوليا على الأقل؟
إن ثقافة التكامل بين المجتمعات و الدول والتنسيق بين القطاعات داخل الدولة نفسها، كانت محجوزة بالنسبة للعالم الثالث، بمخطط من المستفيد بواسطة الإعلام لإظهار واقع معاكس تماما و إقحام مشاريع تعود لمعدها ربحا أكثر من العامل فيها و تضليله بمشاريع التكنولوجية و الرفاهية بعيدا على التي تضمن أمنه و تنميته.
اقرأ للكاتب
قرار المسعود يكتب: بناء الأسرة جوهر المجتمع الصالح