هشام شعبان يكتب: السيسي وجماهير ليفربول

قبل أسابيع قليلة أقدمت إدارة نادي ليفربول الإنجليزي – وهو أحد الأندية العريقة في كرة القدم الأوروبية – على رفع سعر تذاكر حضور مباريات الفريق إلى 77 جنيه إسترليني للتذكرة الواحدة، وهو الأمر الذي قابلته الجماهير باستهجان كبير وغضب ظهرت طياته في اللافتات التي رفعتها جماهير أحمر الميرسيسايد وكتب على إحداها بالإنجليزية فيما معناه “نحن مشجعون ولسنا مستهلكين أو عملاء We are supporters not customers”..

توقفت كثيرا أمام تلك العبارة ولا أعرف بقصد أو دون قصد رأيت الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام ناظري.. فالطريقة التي يتحدث بها الرئيس المصري في لقاءاته الأخيرة خلال افتتاح أي مشروع جديد أو استعراض لما أنجزه في فترة حكمه المقدرة بعشرين شهرًا تتشابه كثيرا مع الطريقة التي تعاملت بها إدارة وملاك النادي الإنجليزي مع جماهيرهم..

السيسي في كلامه يبعث برسائل غير مباشرة للمواطنين مفادها أنهم عبء على الحكومة والدولة التي تنفق المليارات على دعم السلع الغذائية والتموينية وكذلك المواد البترولية والطاقة، وقد وضح هذا جليًا خلال افتتاحه عددا من مشروعات الإسكان بمدينة 6 أكتوبر عندما طالب وزرائه بأن يقولوا للشعب كم الأموال التي تصرف لتوفير المياه لهم بأسعار مدعومة..

النظرة الاستعلائية وغير المبررة في أحاديث الرئيس تفتح الكثير من الأبواب حول علاقته الحقيقية ونظرته للكادحين من أبناء الشعب والذين يصلون لنحو 70 مليون مواطن، فالرئيس الذي يرفض مرارا وتكرارا أي توصية من الإعلام أو نواب البرلمان كي يهتم بالفقراء ويوليهم رعاية ضرورية بدافع أنه “بتاع الفقراء ومش محتاج حد يوصيني عليهم”، يفعل كل ما في وسعه كي يكفر هؤلاء الفقراء به وبنظامه وحكومته التي يجلس معها يوميا ويعرفها أكثر مما نعرفها نحن الصحفيين أو المواطنين..

فحكومة الرجل لا تتوانى في التلويح باتخاذ إجراءات مؤلمة ولا تخجل من الكشف عن نيتها في رفع الدعم إرضاء لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي حتى يوافق على إقراضها 3 مليارات دولار، دون أن تعي الآثار السلبية لتلك الإجراءات على الفقراء وحدهم وليس الأغنياء..

إن المبدأ الذي ينطلق منه السيسي في نظرته للمواطنين لا يختلف كثيرا عن المبدأ الذي اتخذت على أساسه إدارة نادي ليفربول قراراها برفع أسعار التذاكر، ولكن.. عندما غادرت جماهير ليفربول مدرجات الملعب أمام أعين الإدارة في الدقيقة 77 من أول لقاء بعد رفع سعر التذاكر احتجاجا على هذا الأمر، ما كان من الملاك إلا أن أعادوا الأسعار كما كانت عليه من قبل بل واعتذروا للجماهير، فهل يعتذر الرئيس لشعبه الذي منحه الثقة وأجلسه على مقعد الرئاسة أم يستمر عبد الفتاح في سياسته حتى يغادر المواطنون مقاعدهم داخل المنازل كي يملأوا الشوارع ووقتها لا ينفع اعتذار أو إصلاح متأخر..؟

جماهير ليفربول تعترض على غلاء اسعار التذاكر

شكرا للتعليق على الموضوع