أمراض نفسية لدى أطفال روعتهم الحرب في سوريا

في زيارة إلى مخيم للاجئين السوريين قرب الحدود التركية رصد أليكس روسي مراسل شبكة سكاي نيوز البريطانية معاناة الأطفال الذين فروا من مناطق الحرب لكن شبحها سبب لهم صدمات نفسية قد يكون من الصعب التخلص منها حتى بعد انتهاء الصراع.

الأطباء النفسيون الذين يشرفون على أوضاع الأطفال اللاجئين في المخيم تحدثوا عن علامات تظهر على هؤلاء الأطفال تعزز إصابتهم بأمراض نفسية وأزمات عقلية تسببت بها ويلات الحرب التي عاشوها.

وقد روت الطفلة أريام ذات الثماني سنوات التي فرت مع عائلتها من دير الزور هربا من داعش، الأهوال التي عاشتها قبل فرارها، وكيف شهدت على خطف والدها الذي قتل من قبل مسلحي التنظيم.

قالت أريام “عندما أذهب إلى السرير أخشى من (داعش)، أخشى من مجيئهم. أنا خائفة منهم. أينما يتواجدوا يكون هناك الكثير من الطائرات”. وأضافت ” أخاف منهم لأنهم يقطعون رؤوس الناس. إنهم يقطعون الرؤوس ويضربون الناس. إنهم يرمون بالناس من المباني العالية”.

ورغم فرارها من دير الزور تحدثت أريام عن أزيز الطائرات الذي لا تزال تسمعه في أذنيها عند الذهاب إلى النوم. وقالت إن الأطفال بعمرها وأصغر أصبحوا يعرفون أصوات طائرات الميغ من أصوات المروحيات أو دوي قذائف الهاون والمدفعية.

وبحسب الخبراء النفسيين فإن 40 في المئة من الأطفال اللاجئين تحت عمر 12 عاما يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية.

وقد رصد بيغي تشان، المستشار في مركز “ميديسينز سانس فرونتيريز” الطبي الذي يرعى الأطفال اللاجئين، علامات عديدة على الأمراض النفسية التي ألمت بالأطفال مثل التبول اللاإرادي في عمر كبير نسبيا، والانعزال عن الناس وعدم الكلام.

حسن، رجل آخر فر من سوريا بعد أن قتل ولده الأكبر بغارة روسية، وقد روى لسكاي نيوز معاناته وعرض لهم الإصابات التي تعرض له طفله الأصغر، وتحدث عن الحالة النفسية الصعبة التي تعتري ولده الصغير عندما يرى صورة أخيه.

تلك الحالات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدمار الذي سببته الحرب في سوريا تجاوز كثيرا ميدان القتال. وليس أدل على ذلك من الحالات النفسية والاضطرابات العقلية التي تشكل فصلا آخر قاسيا من فصول الحرب السورية.

سكاي نيوز عربية

شكرا للتعليق على الموضوع