فادى يوسف يكتب : الاسم “مواطن” التهمة “قبطي”
فتح المحضر في ساعتة وتاريخه وتم مثول المتهم أمامنا وبسؤاله :
ما أسمك: المواطن فلان الفلانى
ما سنك: الفين عام وربما أقل بقليل
ما هو محل أقامتك: مصر
وما هى تهمتك: قبطى !!!
تحدث أيها القبطى:
ياسيدي فى كل يوم بل فى كل ساعة يفتح محضر فى دفتر الحياة ليسجل بأحرف دامية تهمة لفرد أو جماعة من شعب يبحث عن السلام فقط لكونه يحمل الهوية القبطية التى ورثها من أبائه الذين هم أيضا بالحري دفعوا تلك الضريبة من دمائهم وأرواحهم وبيعاتهم لاجل قبطيتهم وهويتهم .
يختلف أهل ملتي فى الاسماء فهذا فلان وهذا علان ولكن يمتزجوا جميعهم فى حمل نير واحد يوضع على معصم أيديهم منذ نعومة أظافرهم وهو الصليب وقد توضع تلك العلامة لتعلن عن بدء أضطهاد وقمع وذل لكل من يحملها بل وتكون سبباً فى مفارقة الحياة بكافة الطرق التى تسفك بها دمائهم الذكية ومع كل ذلك فالقبط متمسكون بها تمسك الجبال بأساستها .
والتهمة فى دفتر الحياة لكل من يقتل أو يعذب أو يضطهد أو يقمع أنه قبطى فيصبح من مجنى عليه الى جانى فى حق المجتمع والبشرية والعالم فالقبطى جريمة يعاقب عليها بأشد عقوبة تنفذ فى ذات التوقيت دون رحمة
صدقنى يا سيدى أصبح القبطى فى مجتمعى المريض بالطائفية منبوذ فى مدرسته ومهمش فى جامعته ومقمع فى وظيفته ومذل فى حقوقه ومضطهد من كل من حوله وعليه التخلى فوراً عن تلك الوصمة والا أصبح كائن غير مرغوب فيه داخل بلده أو خارجها ومهما حاول أن يصل لحلم المواطنة فيدرك سريعاً بسراب حلمه ويصحوا ليفاجئ بواقع الاليم يتهمه بقبطيته .
أقول لك أنى تعجبت من أجدادى لماذا تبثوا على قبطيتهم أمام تاريخ تلونت أحرفوه بدمائهم الطاهرة وكيف أتوا وكيف بقوا من تلك العصور الظلامية السوداء التى حكمها طغاة ومستكبرين تمتعوا بسفك دماء أجدادى حتى تشبعت الارض منها وأعلنت رفضها لاستقبال المزيد فحديث سنكسارى ومؤرخين الزمان أقتطفوا مشاهد قليلة ولكنها مرهبة ومازالت الارض الشاهد الصامت لديها الكثير من الاسرار عن أقباط شهداء فى دفتر الحياة .
لكن هذا ما حدث وأما الان فلا ….
الان يا سيدى يحدث ما حدث فى الماضى فهنا قبطى يقتل وهناك قبطى يذبح وجنازة ستنطلق بعد قليل لقبطى أخر وهذه امراة تعرت وفى المساء سيقفل الباب على زوجة مكلومة وأطفال يتم ليس لهم سوء الله واليوم سرقت ونهبت ممتلاكاتنا وأمس لم نستطيع الصلاة على جثمان قبطى بالكنيسة المحترقة ونحن منذ أيام نبحث عن أحد بناتنا القصر والتى أختطفت ولم نعلم عنها شيئاً و …. و … و …
لا أريد سيدى أن أطيل عليك فقضيتى القبطية ممتلئة بدفاتر الاضطهاد على مر الزمان لكنى أعدك أن أبنى سيرث منى قبطيتى وسوف أضع على معصمة والوصمة القبطية بعلامة الصليب التى ورثتها عن أجدادى العظام وسوف أتركه لكنيسته يتعلم منها المحبة والسلام وسأدعه ينطلق بين البشر كملح الارض ونوراً للعالم ينشر تعاليمه السماوية وسوف أجلس منتظراً خبر أستشهاده وربما أجد قبره وقد حرق أو دمر ولكنى لن أسجله فى دفتر الحياة بل سيكتب أسمه بأحرف من ذهب فى سفر الحياة الابدية بتهمة أنه قــــــــبــــطـــــي .