حنين العنانزة تكتب : العطْف ما بين العاطفة و القاعدة

كم تعبتُ وأنا أتصفحْ ….

فكلُّ ذلك العطف “مُستَفِزّ” ،، متعاطفين !!!

وكلُّ تلكَ الحكومات تصنعُ من حياتنا أخباراً مصوَّرة بالدم والذُلِّ والفقدْ والحرمان و الخيانة والهوان وتصنعُ من جوازاتِ سفرنا في مسرح الجريمة أداةً خارقة لا تحترقُ ولا تنفجر ولا تتمزق ،،  فكما رعيَّتُها أبرياء فـرعيَّتُنا أيضاً أبرياء .

تساءلتُ هل ما زال في قلوبنا أساسٌ و مُتَسَّعٌ للعطف !!!

 تساءلتُ هلْ ندرك كلَّ ذلك التحقير بأفئدةٍ خَلَقَ خالقها كوناً وأكثر فأبدعَ وأكملْ ،، تساءلتُ عن عطفنا على دمعةِ طفلةٍ تحت رُكامِ “حلب” الشهباء، وجعها عتيقٌ كما “دمشق” لا ينقضي ولا يزول و عمرها فانٍ قبل أن يبدأ ،، تذكرتُ كم كان لنا عطفٌ على “بغداد” !!

 سَقَطَتْ بأيدي الظلم كما يسقُطُ العمر في منتصفِ الطريق،، فلا ماضٍ واضح ولا حاضرَ للعيش ولا مستقبلَ لمن تبقى ،، تساءلتُ هل نعرفُ أنَّ لنا أرضاً باسم العروبة “يَمَنٌ” كان سعيداً كما نرى باريس حلماً ولا أسعد ، و في “مصر” أهرامٌ يوازي “إيفل” ويتفوَّق عليه في الحضارة و التاريخ ، أيُّ عطفٍ تبقى في أرواحنا منذُ أصبحت فلسطين على خرائطنا “اسرائيل” وبالبنط العريض ، عن أيِّ عطفٍ نتحدَّثْ حين يرتبطُ الإسلام بكلِّ فعلٍ إرهابيٍّ تخريبيٍّ مُشين ، أيُّ عطفٍ هذا و إذا سُئِلْنا في التاريخ وفي العواصم وفي ألوان العلم والنشيد الوطنيِّ فَشِلْنا بامتياز !! أيُّ عطفٍ و لنا في كلِّ شبرٍ من أراضينا خيرٌ لا نعرفهُ إِلَّا في حصص العلوم والجيولوجيا !! أيُّ عطفٍ و كلُّ تفجيرٍ في عواصمهم وكلُّ تدمير بتوقيع العرب والمسلمين !!

ربَّما عطفُ الخوفِ على يتامى الغوطة قَبْلَ أن ينتحروا قهراً ،، عطفُ الكرامةِ على جباهنا حين بات اللقاء بينهما اكبر مستحيل ، أما زال في وجداننا ذرَّةُ عطف!!! وكيف فيه وما فيه شيءٌ سوى بقايا أسبابٍ للعيش والاستمرار …

شكراً لمشاعرنا النبيلة فهي تهمتنا “بالأرهاب” ، وعطفنا “سبحان الله” يشبهُ قاعدة العطف في قواعد “العربي” !!! فالعطفُ من التوابع وَنَحْنُ نتبعُ المعطوفَ عليه في الرَّفع والجرِّ وحتى النصبْ ، ولسنا معطوفاً علينا في انتهاك انسانيتنا والاستخفاف بمداركنا وقتلِ أرادتنا واستباحة الكراماتِ وَالأَرْضِ ، يا لعطفنا على الغرباء بحجةِ البراءة !! أوليس الياسمين في الشامِ بريئاً !!! يا لحزننا على اضواء باريس !!! أولم تكنْ بيروتُ يوماً أجمل مِنْ أجملِ ساحاتِ باريس!!!

شكراً للعطفْ فهو قاعدتنا لا عاطفتنا ….

بقلم : حنين العنانزة – الاردن

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *