مع إنتخاب نقيب المحامين… تعرف على حكاية أول نقيب للمحامين من “جلاد دنشواي” إلى “شيخ المحامين”
مع إنشاء نقابة المحامين أمام المحاكم الأهلية في 30 سبتمبر 1912م، تم إنتخاب إبراهيم الهباوي ليصبح أول نقيب للمحامين. ولإبراهيم الهلباوي حكاية مثيرة في مسيرته المهنية والوطنية تجعلنا نستدعيها مع إنتخابات نقابة المحامين هذه الأيام.
ولد ابراهيم الهلباوي عام 1858م من أب وجد من أصل مغربي، ونشأ فى بلدة العطف (المحمودية الآن) بمديرية البحيرة. وعمل الهلباوى فى جريدة الوقائع المصرية، وعين سكرتيرًا السلطان حسين كامل. وانخرط فى سلك المحاماة منذ عام 1886، إشتهر اسمه وهو مازال صغيرًا بعد ترافعه عن المتهم فى قتل ابنة قنصل البرازيل فحصل على حكم بالسجن ثلاث سنوات رغم اعترافه بالجريمة.
هجاه حافظ إبراهيم فى شعره وإطلق عليه “جلاد دنشواي“، ففى حادثة دنشواي الشهيرة في يوم 20 يونيو 1906، اختارته الحكومة ليمثلها في إثبات التهمة ضد المتهمين أمام المحكمة، واستطاع أن يثبت بدهاءه بأن الحريق الذي نشب في الجرن، حريق متعمد اصطنعه الفلاحون ليخفوا أدلة سبق إصرارهم وتعمدهم التحرش بالضباط الإنجليز والاعتداء عليهم بالضرب. وتمكن الهلباوي من تبرئة الضباط الإنجليز من الأخطاء والجرائم التي ارتكبوها، وزاد من مسؤولية الفلاحين عن الحادثة، وصدر حكم بالإعدام على أربعة، وحكم على اثنى عشر بالأشغال الشاقة أو الحبس و50 جلدة، وبموقفه هذا الذي ترافع به ضد أبناء بلاده من أهل دنشواى.
بعد هذه القضية شهد الهلباوى حربًا شديدة من الناس، إلا أنه صمد أمام كل ذلك وقال كلمته الشهيرة (ما أتعس حظ المحامى وما أشقاه يعرض نفسه لعداء كل شخص يدافع ضده لمصلحة موكله، فإذا كسب قضية موكله، أمسى عدوًا لخصمه دون أن ينال صداقة موكله).
إلا أن دوام الحال من المحال، فما لبث أن تبدلت الأحوال وتغيرت المعطيات، وأصبح عدو الأمس صديق اليوم، فقد جاءه خصوم الأمس يطلبون مساعدته فى قضية مقتل بطرس غالى، ويترافع عن قاتله إبراهيم الوردانى، فقبل القضية وأبلى فيها بلاءً حسنًا. فبعد هذا الضقية أصبح الهلباوي مدافعاً عن قضايا وطنه، مما جعل الوطنيين المصريين يطلبون منه الدفاع عنهم فى قضية التظاهر ضد قانون المطبوعات، وقضايا أخرى عديدة فكان وطنيًا مخلصًا ومحاميًا عظيمًا، فحاربته السرايا وانقلبت عليه الحكومة، إلا أن ذلك لم يثنه وكأنه يكفر عما اقترفه فى قضية دنشواى.
ومع إنشاء نقابة المحامين تم إنتخاب اللهباوي ليصب أول نقيب للمحامين واطلع عليه لقب “شيخ المحامين”، وكان الهلباوي من أول مؤسسي حرب الأحرار الدستوريين”.
وتوفى الهلباوي _رحمه الله_عن عمر يناهز الثانية والثمانين في عام 1940م .
*(المعلومات الواردة مستقة من موقع نقابة المحامين المصرية)