نانسى فتوح تكتب : انتبه من فضلك فمصر ترجع إلى الوراء

افرض ضريبة على الكلام وعلى السلام والابتسام ..

افرض ضريبة على ابراهيم عشان بيشبه أخوه حسام ..

افرض ضريبة على اللي دقنه طويلة جدا ..

خد غرامة من الديوك ازاي بدون تصريح بتدّن ..

افرض ضريبة على اللي ميت من المرض لإنه مش لاقي الدوا ..

وخد ضريبة من اللي ماشي وهو ساكت ماهو ماشي بيتنفس هوا ..

افرض ضريبة على السعادة .. سميها تمن الانبساط ..

خد إتاوة من اللي نايمين على البلاط ..

افرض ضريبة على الفقير لو كان بيتمنى انه يمشي جنب قصر ..

وافرض ضريبة على اللي بينطق اسم مصر ..

افرض ضريبة على النجوم علشان بتطلع في السما ..

وافرض ضريبة على العيون .. مش برضو أحسن من العمى ..

تلك هي قصيدة شاعر العامية المصري المغترب “غازي حبيبه”  التي عبرت عن الوضع الذي آلت به البلاد ..

فعندما تحاول أن تتحسس الواقع الاقتصادي لمصر تجد أن السفينة تهوى بنا إلى القاع، وأن فرض الضرائب هو طوق النجاة الوحيد للسلطة للخروج من هذا المأزق الذي يوصف الفشل والإخفاقات المتتالية خلال فترة الرئاسة ..

لم تجد الحكومة حلاً بعد رفع الدعم عن كثير من السلع، وفرض المزيد من الضرائب، فبعد ضرائب ورسوم على الموتى ورفع رسوم على المستخرجات الرسمية والوثائق وشهادات الوفاة والطلاق والزواج مؤخرا وتذاكر الطيران ، فرضت حكومة السيسي ضريبة أخرى بواقع 25% على دخول حفلات الزفاف، مبررة ذلك بمساعي رفض خزانة الدولة بإيرادات ضريبية جديدة تسهم في سد عجز الموازنة.

بالإضافة إلى ماتناولته العديد من وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي أنباء تُفيد بوجود نية لدى الحكومة بفرض ضرائب جديدة على المصريين بالخارج، وهذا يدل على قيام الدولة بالتفنن فى إفقار الفقراء وتضيق سبل العيش الكريم عليهم .

لقد فشلت السلطة أيضا فى تطبيق الحد الأقصى والذى كان هو بحق الحل الأمثل للخروج من هذة الأزمة الاقتصادية كما يرى الكثير من علماء الإقتصاد .

فقد إرتفع الدين الخارجى بنسبة 30 % وأصبح 3000 مليار جنية . والدين الخارجى 32 % فأصبح يقارب 50 مليار دولار .
ناهيك عن عجز الموازنه الذى وصل الى زيادة 200 % فأصبح 290 مليار .

في نفس الوقت الذي تم في شراء 4 طائرات .

بهذا السعر الذي وصل لـ5  مليار جنيه لتنضم إلى أسطول الطائرات الرئاسية من أيام المخلوع حسني مبارك المكون من 24 طائرة، في ظل دعوات التقشف وحالة تدهور إقتصادي واضح للجميع، وأزمة إقتصادية طاحنة، وحالة غليان في الشارع من الارتفاع الفاحش للأسعار، ليس لها مبررًا إلا أن النظام يُخرج لسانه للشعب.

تساؤلات كثيرة لم نجد لها إجابة لماذا يشتري السيسي 4 طائرات بلا داعي في الوقت الذي يخرج علينا كل يوم في دور الواعظ ويتحدث عن ضرورة التقشف واتخاذ القرارات الصعبة وتحميل الشعب والارهاب المزمع نتيجة الفشل في إدارة البلاد!!
ماذا تحتاج كى ننتبة إلى أن هذة السياسة لم تقم دولة على وجة التاريخ  ؟

لماذا لم يصر الرئيس على تطبيق الحد الأقصى للإجور ؟!
لماذا تخلى الرئيس عن كلماته ووعودة ؟!

لم نجد أي إجابات لما يدور في خُلدنا وبقى الثابت أن هناك طائرات أُشتريت بمليارات الجنيهات، وشعب يعدم يومياً لم يجد إلا ديون تتراكم عليه وارتفاع فاحش في الاسعار ومشاريع وهمية، ووعود بمزيد من القرارات الصعبة التي ينتظرها، هذا هو حال مصر اليوم.

فمصر كانت تداين بريطانيا بنحو نصف مليار جنيه قبل 1952 والآن مُدانة لطوب الارض، و تعيش على المعونات الاقتصادية القادمة من دول الخليج ومع ذلك فإن التدهور الاقتصادي مستمر، مما دفع السيسي إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي لإنقاذ مايمكن انقاذه ولكن دون جدوى.

فهل أنتم حقاً محبين مهتمين بأمور الوطن؟

هل نحن أوفياء حقاً مقدرين خطورة الوضع الحالي وما سيؤول الوضع عليه؟

هل نراعي مصالحنا حقاً وحقوق شعبنا الذي يلهث سنوات وسنوات من أجل تنمية حقيقية واستنشاق نسيم الديموقراطية الحقيقية؟

أم أننا نُسطّر قرارات وقوانين لمصلحة أشخاص ومؤسسات وتترك ويهمّش مصلحة شعب كامل ووطن؟

تيقنوا جيداً أن مصر دولة عظمى،واذا سقطت مصر سيسقط الجميع .

فإلى رجال السلطة والمسؤولين أقول :

إن كل يوم يمر بهذا الوضع يعود بهذا الوطن إلى الوراء، فنحن نخشى أن نصل إلى نقطة اللاعودة ، فالعودة إلى الطريق الصحيح حتمية قبل فوات الأوان وإلا نحن فى إنتظار معجزة من السماء .

فانتبهوا أيها السادة والمسؤولين والراعين على مصر، فنحن لا نسألكم عن تمهيد الطريق لناقة بل أنتم في ذمتكم 99 مليون نسمة يعانون يومياً وستسألون عليهم، ووطن كبير بين أيديكم، وتاريخ يسجل عليكم ذلاتكم وخفقاتكم ونجاحكم ..

عودوا إلى الإتجاة الصحيح قبل أن تجعلوا منا بقايا دولة   .

شكرا للتعليق على الموضوع