محسن عقيلان يكتب :مناظرة فصائلية تكشف نوايا انتخابية

نظم مركز بال ثينك  للدراسات الاستراتيجية  مناظرة بين الفصائل الفلسطينية  تهدف المناظرة إلى عرض مواقف ورؤى الفصائل و سبل ضمان سير الانتخابات البلدية بشكل سلمي ديمقراطي ومواقفها ما بعد الانتخابات، ومستوى التدخل في عمل المجالس المنتخبة وضمانات استكمال المسار الديمقراطي وغيرها. من القضايا الملحة وقد كان  ضيوف اللقاء كل من  الاستاذ خالد البطش ممثل عن الجهاد الاسلامى و الدكتور فايز ابو عيطة عن فتح و الدكتور سامى ابو زهرى عن حماس  و الاستاذ جميل مزهر عن  التحالف الديمقراطى  .

    وبدات المناظرة  بتقديم الضيوف  من قبل د/ عمر شعبان رئيس بال ثينك  و بتوجيه سؤال  لخالد البطش  لماذا رفض الجهاد الاسلامى الدخول فى العملية الانتخابية ، اجاب الضيف : ان الجهاد الاسلامى وصل لقناعة ان الانتخابات ليس المدخل المناسب  للمشروع الوطنى  رغم اهمية الانتخابات لتخفيف الاعباء  لكن عدم مشاركته ايضا تعتبر رافعة للمشروع الوطنى  من خلال تقريب وجهات النظر و الدخول كوسيط  لتذليل الصعاب .

وكان السؤال التالى للاستاذ جميل مزهر ممثل التحالف الديمقراطى  وهو هل لديكم  رؤية واضحة  لعقد الانتخابات .

اجاب هناك  اطراف تحاول تعطيل الانتخابات  و استشهد بطلب نقابة المحامين فى الضفة  من اجل تاجيل الانتخابات  لكننا مصممون على خوض الانتخابات  وطالب  الجميع الالتزام بميثاق الشرف  الذى وقعت عليه الفصائل .

و بسؤال د سامى ابو زهرى  عن عقد الانتخابات  بدأ كلامه بالتذكير بالانتهاكات التى تتعرض لها حماس فى الضفة الغربية و قال ان هناك  استدعاءات  وتخويف للمرشحين وتوقيعهم على تعهدات  لعدم خوض الانتخابات مما حدا بفايز ابو عيطة لمقاطعته ، و نفى ذلك و طالبه باثباتات ، و رد عليه سامى ابو زهرى انهم فى الضفة تعرضوا لاطلاق نار و وضع عبوات و ترهيب و النتيجة هى عزوف كثير عن خوض الانتخابات .

 ورد فايز ابو عيطة ان الانتهاكات فى غزة اخطر لانه هناك  استدعاءات للكوادر و ايضا هناك خطف لناشطين فى لجنة الانتخابات كما حدث للناشط من عائلة بركة فى خانيونس و كمال ابو سمرة الذين خطفوا من قبل مسلحين و القوا بعد ضربهم فى الشارع .

 لكن ابو عيطة رد ان الانتخابات بالرغم من كل التجاوزات ففتح مصرة على خوض الانتخابات وملتزمة بالنتائج حتى لو كانت لصالح حماس و الشواهد على ذلك كثيرة فى الانتخابات السابقة لان فتح  تعتبر الانتخابات  وسيلة للشراكة ، لذلك تم تعديل قانون الانتخابات حتى يمثل الكل ، بالاضافة الى ان حركة حماس تسيطر على كامل غزة الا ان فتح وافقت على تسيير حماس للعملية الانتخابات فى غزة  مما حدا لمدير اللقاء عمر شعبان بفض الاشتباك السياسى و العودة للقيادى فى الجهاد الاسلامى خالد البطش و سؤاله هل توثقون الانتهاكات  من الطرفين ، فقال : نحن لا نستطيع بشكل كامل وهذه مهمة مراكز الابحاث و مؤسسات المجتمع المدنى ، اما نحن فى الجهاد الاسلامى نتعامل بشكل  تنظيمى من خلال منظومة العلاقات الوطنية ، وطالب بتشكيل لجنة  رقابة من القوى لتسهيل العملية الانتخابية .

 و بالعودة لابو زهرى هل تلوح فى الافق شراكة  حقيقية بعد الانتخابات ، رد ابو زهرى : بعد كل هذه التجاوزات و الانتهاكات على اى شراكة نتحدث (بعد هيك) بعد هذا الجواب اصبح عند الحضور هواجس و مخاوف على سير العملية الانتخابية لان هذه المناظرة مؤشر و انعكاس لرؤية كل حركة و تعبير عن مواقفها .

واخيرا : عندما فتح باب النقاش وجهت سؤال للضيوف وهو : هل الحركتين فتح و حماس مهيئتين و جاهزتين لهذه الشراكة و هل يوجد رؤية مسبقة للحركتين  نحو الشراكة ام ان الفصيلين سوف يبنون الرؤية بعد نتائج الانتخابات ؟ و الشق الاخر من السؤال فى حالة عدم وجود الرؤية المسبقة  هل الجهاد الاسلامى  جاهز لتشكيل مجلس شراكة للمرحلة القادمة على شكل نقاط مكتوبة ؟

 اجاب القيادى البطش ان الجهاد الاسلامى سوف يظل دائما على مسافة واحدة بين المتخاصمين و سيعمل مع الفصائل  الاخرى و مؤسسات المجتمع المدنى  للوصول لوثيقة تكون قاعدة للانطلاق للمرحلة القادمة .

نستنتج من المناظرة :

1 ان الجوغير مهيئ بعد لعمل شراكة بين الفصيلين  فتح و حماس .

2 ان الجهاد الاسلامى حصر نفسه فقط كوسيط بين الحركتين دون ان ياخذ زمام المبادرة و يظهر الطرف المتسبب .

3ان قوى التحالف الديمقراطى دخلت الانتخابات لتكون بيضة القبان لترجيح طرف على اخر .

4 حماس تقوم بجمع المبررات لاستغلالها فى الوقت المناسب لافشال  الانتخابات اذا تطلب الامر .

5 فتح تسير نحو الانتخابات لانها مدخل للرجوع  الى غزة ولو من باب البلديات  .

6 المسافات ما زالت واسعة بين الحركتين وان كان هناك طرف متصلب اكتر من الاخر .

من كل ماسبق نجد ان المناظرة السياسية كشفت النوايا السياسية عند الفصائل الفلسطينية  ابتداءا من الجهاد الاسلامى الذى  ابدى استعداده فى البداية على دخول الانتخابات وبعد ذلك اعلن رفضه بحجة  انها تحت سقف اوسلو، و الواقع ان الانتخابات هذه تكشف عن الاوزان الحقيقية للفصائل فى الشارع و الجهاد الاسلامى غير جاهز لمزاحمة فتح وحماس .

اما التحالف الديمقراطى من الجبهات الخمس  يعرف مسبقا انه لن يحصل على نسب مرضية لكنه يعرف اهمية وجوده  كونه يمثل بيضة القبان  وهو من يحدد المنتصر فى كثير من البلديات  .

اما حماس دخلت على خط الانتخابات على مسارين  متوازيين الاول عينها على ازاحة هم البلديات عن كاهلها  فى غزة ومحاولة اقتحام الضفة وايضا هذه الانتخابات تعتبر مقياس و تيرموميتر  لقياس مدى تاثر شعبيتها فى غزة  ورهانها على زيادتها فى الضفة اما حركة فتح تريد الرجوع لغزة بشكل ديمقراطى من خلال الانتخابات  واذا نجحت تكون الطريق معبدة امامها للانتخابات التشريعيةكل ذلك اجتهادات ولم ناخذ فى الحسبان تدخل قوات الاحتلال الاسرائيلى  فى اى لحظة لقلب الموازين .

الكاتب : باحث فى العلاقات الدولية

Tamaly200552@gmail.com

اقرأ للكاتب ايضا 

قاعدة همدان

حلم محطة غاز الشرق الاوسط

استقالة اوغلو زلزال فى الهواء

شكرا للتعليق على الموضوع