نانسى فتوح تكتب : عُومنا أم غرقنا ..؟

تستطيع أن تحجب الحقيقة بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تحجبها كل الوقت.

وحينئذٍ ينكشف الحجاب عن المستور، ونكتشف جميعنا أننا كنا نعيش وهماً بأننا سنستطيع أن نقف مجدداً ونواجه الصعوبات بحلول مناسبة .

ولكننا وجدنا أننا هوينا وسقطنا بخداع أنفسنا وخداع الآخرين، واكتشفنا أن الكسل والترهل السياسي وعدم وجود خطة اقتصادية هو واقعنا الذي نسير عليه.

فهل من الحكمة لحل أزمة اقتصادية أن تفاقم مشاكل الفقراء وتغرقهم بقرار تعويم الجنيه الذي أٌصدر أمس من البنك المركزي والذي لم ولن يتحمل عواقبه سوى المواطن الفقير المعدم؟

والذي تبعه رفع أسعار الوقود ليرتفع معه كل أسعار السلع أكثر مما كانت عليه سابقاً، وهذا كله سيؤدي إلى تدهور الوضع المعيشي للمواطن الذي لم يفق بعد من إقرار ضريبة القيمة المضافة الذي ترتب عليه ارتفاع أسعار بعض السلع بنسب تصل إلى 30%.!!

فقد فُجع المصريون أمس بهذه القرارات المفاجأة وأصابهم حقيقة حالة من الهذيان حتى أصبحوا يحادثون أنفسهم في الشوارع .. فقرار تعويم الجنيه لن يحل أزمة العملة بقدر ما سيزيد الأوضاع سوءاً، وسيؤدي إلى ارتفاع جنوني للأسعار فضلاً عن زيادة الديون الخارجية على مصر ، فقد حذر خبراء اقتصاديين من تبعات “التعويم” السياسية والاجتماعية والاقتصادية الخطيرة، التي تجعل منه “دواء مراً”.

فالجنيه المصري فقد 100% من قيمته في سنه واحدة، وكنا على اقتناع أننا نسير على الطريق الصحيح، فمعدلات التضخم وصل لأرقام مرعبة وارتفاع الأسعار قد وصل لأول مرة في مصر إلى أضعافها ، وعجز الموازنة زاد 200%،  ومازلنا نظن أننا نسير في الطريق السليم.

أين هي عائدات قناة السويس التي حصّلت في إسبوع قيمة الصرف عليها وتحصيل عائد 100 مليار سنوياً؟

وأين عائد المؤتمر الاقتصادي الذي أدخل 370 مليار استثمارات؟

وأريد أيضاً توجيه سؤالًا للحكومة ولمحافظ البنك المركزي المصري: “هل قرار تحرير سعر الجنيه سيقابله انخفاض في الأسعار التي ارتفعت بسبب الدولار؟!”، فإذا كانت الإجابة نعم فهو شيء جيد، وإذا كانت الإجابة لا فهذا لا يدل على تعويم الجنيه وإنقاذه بقدر ما يدل على غرق المواطن البسيط الذي لا يهمه سوى قوت يومه.

كان بوسعي أن أذكر أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي يعانيها الاقتصاد المصري هو زيادة الصادرات المرتبط تحقيقها بمناخ سياسي مستقر يتبعه حكومة واعية اقتصادياً ولكن الوضع الراهن أصبح خارج السيطرة ولا يوجد مجال  حتى للنقاش ، لأن الوضع مأساوي.

استقيلوا واتركوا ما تبقى من مصر إن كان قد تبقى شيئاً غير الخسارة والفساد يرحمكم الله.

اقرأ للكاتبة : 

آه .. ثم.. آه .. يا خريج التوكتوك …

شكرا للتعليق على الموضوع