يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

ربما تتسم مجتمعاتنا الشًرقيه بكثير من السلبيات و لكنى لن أتطرق الي جميعها الان ، لانه ربما يحتاج ذلك منى الى كتاب من الف صفحه …..

و لكنى سأتطرق هنا و بالتحديد لظاهرة واحده ، اعتبرها شخصيا من اكثر الظواهر فى المجتمعات الشًرقيه، التى تثير استيائى و غضبى ……

و هى ميل كثير من الآباء و الأمهات الى التفرقه بين الولد و البنت اثناء تربيتهم و الاخفاق بشكل محبط فى تربية الاثنان و بالأخص الولد ……

فربما نكون قد درسنا و تعلمنا الكثير ووصلنا الى اعلى الدرجات العلميه ،الا اننا لم نتعلم يوما الاسس و القواعد التربويه السليمه فى اى منهج …..

فنتروج و نجد أنفسنا بعد بضعة أعوام و قد منحنا الله البنات و البنين …

 وهنا تبدأ الازدواجية فى المعايير …

 فنبدأ و منذ اليوم الاول بتفضيل الولد عن البنت ، ” اصله شايل اسم العيله ” …

و ربما يحصل على رضاعة طبيعيه لفتره اطول ” علشان عصبه يشد ” …

و ربما نلتمس له العذر فى تأخره فى الاستغناء عن ” البامبرز ” فنردد بثقه ” معلش الولاد مش زى البنات ”  …

و تمر الايام ، فتأتى المراحل الاولى من الدراسه و يذهب الابن و البنت الى المدرسه ، فنستخدم كل وسائل الضغط على البنت حتى تظل منكبه على الكتب طوال الوقت ، اما هو ” معلش الولد ملوش خلق على المذاكرة زى البنت” فنتركه يلعب و يلهو كيفما يشاء…

 و يكبر الاثنان ، فنبدأ فى اشراك البنّت فى بعض الاعمال المنزليه ” ساوى سريرك ، شيلى طبقك ، اغسلى المواعين” ، اما الولد فأصبح شابا و انها لفاجعة ان يقوم و يشارك …

 فيترك سريره للاخت او الام ليقوموا بتسويته ، و يترك ملابسه المتسخه ملقاة على الارض حتى تاتى الخادمة او اخته لتلتقطها بدلا منه ” أصل ميصحش ده راجل ”  …

و تمر الايام فتتعلم البنت التى أصبحت شابه ان تطهى و تقف فى المطبخ بالساعات بينما يأخذ اخوها الرجل ” قيلولة ساعة العصارى “…

و لا يستيقظ حتى يكتمل تحضير السفره فيقوم للاكل و يترك اخته او أمه مرة اخرى ليقوموا بمهمه ” ترويق السفره” اما هو “بيه” ينتطر حتى تنتهى أمه او اخته من تحضير كوب الشاى او النسكافيه له ……

و تمر الايام اكثر ، فيخرج هو كما يشاء و يعود وقتما يشاء، اما الأخت فتخرج و تعود فى أوقات محدده و صارمه …..

و تظل تتعدد صور التفرقه التى لا تحصى فتبدأ النتائج فى الظهور ….

فنجد ان الفتيات يتفوقن فى الدراسه عن الفتيان و يحتلوا أغلبية المقاعد فى كليات القمه ليستمر اكتساحهم فى دراسة الجامعه ايضا ….

و عندما يحين وقت الحياه العمليه ، تجد الفتيات اكثر طموحا و رغبة فى التقدم و الوصول لأعلى المراكز بينما معظم الفتيان يكتفوا بالتوظف و الثبات فى وظيفة تعود عليهم بالعائد الذى يسمح لهم بالاستمتاع بالحياه …

 اللهم الا القليل منهم الذى يسعى مثل الفتاه لحياة أفضل …..

و حين يأتى اليوم الموعود و يقرر الزواج تظل الام تلقنه دفعات مكثفه من المدح فى شخصه ، وقيمته ، وروعته ، وكأن الله لم يخلق له مثيلا ،وان من يقع عليها الاختيار “بنت محظوظه و أمة لا اله الا الله دعيالها” ، وان حظ العروسه من السماء ، وانها لم تكن لتحلم يوماً بالزواج من أمير الزمان كابنها …..

وهنا ننتقل الى الكارثه المحتومه و القنبلة الموقوتة ….

ولإنً .. من شب على شىء شاب عليه ، فان أمير الزمان ينتقل من بيت أمه الى بيت الزوجيه فتتحول مهام خدمته ورعايته المقدسه من الام الى الزوجه  …

 التى تتحمل كل تداعيات التربيه الخاطئه فينتظر منها الزوج كل ما كان يقدم له من خدمه خمس نجوم ….

فيحدث امر من اثنان ، إما أن ترضخ الزوجه لكل طلباته دون اى مشاركة منه و لو حتى بالتقاط كوب ماء لنفسه …

 او انها ترفض رفضا باتا استكمال عملية “التدليل” و تطالب ببعض المشاركه مثل ان يصنع لنفسه كوب الشاى او ان يلملم ملابسه بعد الحمام …

 او ان يضع طبقه فى غسالة الاطباق …

 وغيرها من المساعدات العينيه …..

التى لم و لا و لن تقلل يوما من رجولته …

 فالرجوله ليست فى الاستعباد …

 بل الرجوله تكمن فى الشعور بالزوجه و مراعاة مشاعرها و ادراك كم المسؤوليات التى تقع على عاتقها …

 من كونها زوجه و ام وعامله ….

أليس من حق المرأه ان تتزوج رجلا بدل ان تتزوج طفلا مدللا !!!!!!

فرجاءا جميلا الى كل ام ، بالله عليك اصنعى من إبنك رجلا بدلا من يكبر ليصبح طفلا !!!

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة :

احيانا بتتمنى لو تقدر تلغى الوجود حولك لتستعيد وجودك …

شكرا للتعليق على الموضوع