نانسى فتوح تكتب : لماذا يلام ترامب ..؟

“دونالد ترامب” رجل الأعمال الشهير الذي عرف بالمجنون في برنامجه الشهير “The Apprentice ” والذي أعاد استقطاب عدسات الكاميرا تجاهه بعدما أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، بدأ ترامب الدخول في الأجواء السياسية بمسحة من المزاح حتى أنه دفع الأمريكيين على السخرية منه ووصفه بأنه آخر رئيس للولايات المتحدة، لكن يبدو الأمر أنه لم يكن بمزحة.

“لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.. هكذا قدم «ترامب» نفسه إلى الأمريكيين والعالم يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد عظيمة وتنتظر «ترامب» ليعيد لها، مرة أخرى، تألقَها وبريقها..

لقد أراد ترامب أن يقنع الأمريكيين والعالم بأنه البطل القومي الجديد لهم ، وأنني أحترم كل الأديان وذلك لأنها تحض على العدل والمساواة بين الجميع ولكنه لم يلبث إلا أن بدأ في رشق الجميع عبر خطاب ينضح كراهية ، فمن العرب إلى المكسيكيين مرورا بالإسلام والمسلمين، لم يقف خطاب «ترامب» عند حدٍّ.

فهو يعتبر أن الإسلام هو العدو الحقيقي لبلاده حتى أنه قالها مباشرة في أحد خطاباته.

ولكن ما يثير الاشمئزاز ذلك الحظر الذي دعا إليه على المسلمين من دخول الولايات المتحدة ووصفه بـ”الدول الإرهابية و الأمم الإرهابية” ..!

فترامب و كلينتون وجهان لعملة واحدة ، ترامب الوجه الحقيقي لأمريكا بدون ماكياج بينما كلينتون تحاول إخفاء أنها تعادي الإسلام ولكن الحقيقة أنهم جميعهم هدفهم واحد ولكن بطرق عرض مختلفة .

ولكن لماذا نُذكّر بهذه الأحداث ؟

لأن علينا أن نعي جيداً أن عدم الاستقرار في الدول العربيه والإسلامية، ووجود حكومات دكتاتورية ، هو ما يضعفنا ويهدد وجودنا، هذا هو المنطق الذي يسود العالم اليوم .. ولعل المسلمين وعلى رأسهم الحكام أن يستوعبوا الدرس الذي يجبرهم على تغيير نمطية سلوكهم وممارساتهم حتى يستطيعوا أن يفرضوا احترامهم على العالم والذي فقدوه منذ مئات السنين..

فباستثناء قلّة من الدول المعنية بالحظر مباشرةً، لم نسمع صوت أي حاكم عربي يرتفع إدانةً لقرار ترامب المشؤوم .

بينما جاء ردّ فعل في مستوى الحدث من قِبَل النوّاب العراقيين الذين دعوا إلى الردّ على ترامب بالمثل، وذلك بحظر دخول الأمريكيين إلى العراق ، التزمت عواصم الدول العربية صمتًا مخزيًا إزاء ذلك الإجراء الذي يقوم بشكل واضح على إهانة الإسلام والمسلمين.

هم من أذلوا أنفسهم ومنهم من توخي العيش تحت مظلة أمريكية ، وهم من أسرفوا على أنفسهم بالبقاء أوفياء بحصانة إسرائيل وحمايتها  ..

فلماذا يلام ترامب والغرب على عداؤه للإسلام والمسلمين في الوقت الذي لا نعزز فيه أنفسنا ولا شعبنا الإسلامي ..؟!

هل يحق لكم أيها العرب فعلاً أن تقيّموا رؤساء الدول الأخرى وأنتم مبتلون بدول العالم الثالث ؟

هل حكامكم قمة في السياسة والفكر والثقافة والدماثة كي تتهكموا على رئيس الأمريكيين؟

 إن العرب في هجائهم لترامب أشبه بالذي يرى القشة في عيون الآخرين، لكنه لا يرى الخشبة في عينه.

فنحن من نصنع مكانتنا وسط المجتمع الدولي ونفرضها إن كنا دولة تحترم إسلامها حقاً، وتقدّر شعبها كباقي الدول التي تقدر مواطنيها وتعاملهم كبشر.

فلا تنتظر من الغرب أن تمنّ عليك بالحرية وأنت أسير في وطنك ..

ولاتنتظر أن تحن عليك بكسرة خبز لأنك جائع في وطنك..

ولا تنتظر أن يعزك ويحترمك ويقدرك وأنت منكسر، وأن يعطيك الأمان والعدل وأنت خائف من الظلم في أرضك..

لا تلوموا من صنع لنفسه ولبلاده عزة وقوة لا تختزل فيها الحرية ولا ينقص أو يميل ميزان عدلهم، فهم من صنعوا لأنفسهم تاريخ واسم وحضارة، نتمنى جميعاً كمسلمين أن نكون في مكانتهم ونموهم وتطورهم.

يجب أن نسعى دائماً لنصرة الإسلام والمسلمين بتطبيق تعاليم الإسلام الذي من مبادئه العدل والحرية والمساواة ، هم من طبقوا مبادئ الإسلام في بلاد غير مسلمة ونحن مسلمين ولا نطبق مبادئنا الإسلامية ..

فأصبحوا أمريكا وأصبحنا دول عالم ثالث ..

اقرأ للكاتبة :

السينجل مازر

شكرا للتعليق على الموضوع