تحليل يكشف “البؤر الساخنة” لانفصام الشخصية في إنجلترا
كشف تحليل بالخرائط النقاب عن “البؤر الساخنة” لانتشار مرض انفصام الشخصية وغيره من الأمراض النفسية في إنجلترا، وذلك استنادا إلى كمية الأدوية التي يصفها الأطباء.
وأظهر التحليل الذي أجرته جامعة “شرق لندن” أن أعلى معدلات هذا المرض تركزت في “شمال كستيفن” في مقاطعة لنكولنشير.
وسُجل أقل معدل للوصفات الطبية لمرضى انفصام الشخصية في منطقة إيست دورست.
لكن تفسير السبب في هذا النمط في عموم إنجلترا بالكامل هو أمر معقد، ويقول فريق البحث إن هذه الخرائط تطرح العديد من الأسئلة.
وجرى إعداد هذه الخرائط باستخدام سجلات لوصفات طبية، لا تحمل أسماء المرضى، جُمعت من عيادات الأطباء في بريطانيا.
وتُسجل هذه الخرائط فقط الوصفات الصادرة عن أطباء االمارسة العامة وليس عدد المرضى الذين يخضعون للعلاج. وبالتالي فإن العلاج في المستشفيات استثني من هذا التحليل.
وأظهرت البيانات بين أكتوبر/ تشرين الأول 2015 وسبتمبر/ أيلول 2016 أن متوسط عدد الوصفات الطبية لمرضى انفصام الشخصية في أنحاء إنجلترا بلغ 19 وصفة لكل ألف شخص.
وشملت المناطق التي سجلت أعلى نسب ما يلي:
– نورث كستيفن: 39 وصفة لكل ألف شخص
– كوفنتري: 35 وصفة لكل ألف شخص
– روتشديل: 34 وصفة لكل ألف شخص
– كامبريدج: 34 وصفة لكل ألف شخص
– هاستنغز: 33 وصفة لكل ألف شخص
وضمت القائمة التي سجلت معدلات عالية أيضا جيوبا في مانشستر وليفربول وويغان وكنغستون ابون-هيل وولسول.
وأشار التحليل إلى أن أقل معدل للوصفات لمرضى الانفصام سُجلت في المناطق التالية:
– إيست دورست: تسع وصفات لكل ألف شخص
– ساوث غلوسسترشير: عشر وصفات لكل ألف شخص
– توكسبري: عشر وصفات لكل ألف شخص
– يورك: عشر وصفات لكل ألف شخص
– إبسوم وإيول: 11 وصفة لكل ألف شخص
وقال البروفيسور آلن بريميكومب، وهو أحد الباحثين من جامعة شرق لندن، إن “هذا النمط (التحليلي) لا يسري بشكل موحد في جميع أنحاء البلاد”.
وأشار إلى أن ذلك قد يكون بسبب “التأثيرات البيئية” مثل اختلاف معدلات تناول المشروبات الكحولية أو المخدرات.
وقال البروفيسور بريميكومب إن “هذا يثير تساؤلات لا يمكننا حتى الآن الإجابة عنها، لكنه يساعدنا في إثارة القضية”.
لكن هناك أيضا نسب عالية من الوصفات سُجلت في شمال غربي إنجلترا.
وبحسب بريميكومب، فإنه “في كل من هذه المناطق ذات النسب العالية من الوصفات قد يكون هناك مجموعة مختلفة من العوامل التي تؤدي إلى هذا الوضع. وبالنظر (إلى هذه الأسباب) فإن ذلك يساعد في البحث عن سياسات لتحسين هذا الوضع”.
وقد يكون اختلاف الاتجاهات المتعلقة بالوصفات الطبية من الأطباء الممارسين في مناطق مختلفة من البلاد أحد العوامل المهمة أيضا.
واستعرضت البيانات كيف تغيرت العادات الخاصة بالوصفات الطبية بين عامي 2011 و2016.
وخلال هذه السنوات الخمس، زاد معدل إصدار الوصفات الطبية بواقع ثلاثة في المئة سنويا، وسجلت منطقة “إيست أنغليا” بعضا من أعلى معدلات الزيادة.
واعتبر البروفيسور بريميكومب أن “هذا النمط (لزيادة الوصفات) ملفت جدا”.
وقال إن “هذه التغييرات ليس لها صلة قوية بالأنواع الخاصة بنمط الحياة المتبع، ولذا فإنها ترجع على الأرجح إلى الاختلافات في السياسات والممارسات المتعلقة بتقديم خدمات الصحة النفسية في أنحاء البلاد”.
بي بي سي