محسن عقيلان يكتب : لغز (ال 36) صاروخ توما هوك المفقودة
عندما قامت أمريكا بالضربة الصاروخية صبيحة يوم الجمعة الفائتة أعلنت انها اطلقت 59 صاروخ توما هوك على قاعدة الشعيرات في ريف حمص و أعلنت أيضا انها أبلغت روسيا وذلك ردا على مجزرة خان شيخون كما ادعت .
وفي المقابل روسيا صرحت ان أمريكا قامت بالاعتداء على قاعدة الشعيرات ب23 صاروخ توما هوك و جارى البحث عن مكان سقوط 36 صاروخ اخر ، وان أمريكا قامت بالاعتداء على بلد ذات سيادة دون ابلاغنا ، اذن على الرغم من تضارب و تعارض التصريحات الا اننا وكما القراء نريد ان نضع يدنا على الحقيقة ، ونعرف مصير الفرق في عدد الصواريخ المطلقة من الجانب الامريكى والمصرح به هو 59 صاروخ و المرصود من الجانب الروسى و هو 23 صاروخ .
اذن هناك حلقة مفقودة وبالاستعانة بالتصريحات من هنا و هناك ممكن ان نستغلها لنفك بعض طلاسم الموضوع ، حيث قالت صحيفة بنزافيسميا غازيتا ان وكالات الانباء طرحت هذا السؤال ماذا حدث في ال36 صاروخ ؟!! ، وردت الصحيفة بجواب صادم و مفاجئ انه تم اسقاط الصواريخ و لم تعط جواب شافى لانها اعتمدت على التحليل حيث قالت : ان صواريخ اس400 و اس300 الاعتراضية تحمى ميناء طرطوس و قاعدة حميم فقط ، وصواريخ توما هوك حلقت لاهداف بعيدا عنها فاوكلت المهمة لطائرات سو30 و سو 35 ، وذهبت لابعد من ذلك عندما قالت ان الامريكيين كانوا قد اكتفوا باطلاق 36 صاروخ من مدمرة روس وتم اسقاطها من قبل المقاتلات الروسية فاضطروا بضرب 24 صاروخ من المدمرة بورتر في وقت كانت المقاتلات الروسية تعود لقواعدها .
لكن ما هي الدلائل على وجود خلل في اعداد الصواريخ … الجواب اتى من المعارضة السورية نفسها بتسريب تسجيل لمكالمة جرت من ضابط في الجيش السورى يعمل في قاعدة الشعيرات مع مركز القيادة يظهر قوله ان هناك 24 صاروخ سقطوا في القاعدة اى ان هناك تأكيد اخر من طرف المعارضة يؤكد الرواية الروسية و ان كانت انقص بصاروخ حتى روسيا المشككة في عدد الصواريخ لم تعط إجابة شافية لمصير ال36 صاروخ مجهول مكان السقوط .
واستكمالا لموضوع التشكيك الصحف ووسائل الاعلام الغربية أيضا تتساءل كيف ل 59 صاروخ ان تضرب قاعدة الشعيرات و لم تترك اضرار كبيرة تتناسب و كمية الصواريخ المضروبة وما بالك اذا كانت هذه الصواريخ من نوع توما هوك الذى يحتوى الصاروخ الواحد على 166 قنبلة عنقودية اىما مجموعه9794 قنبلة عنقودية
و الادهى و الامر ان الطائرات السورية عادت للاقلاع منه وذلك ينفى حسب كلام المحللين الادعاءات الامريكية بحيث لو ضربت ب 59 قذيفة هاون لتعطل المطار فما بالك ب59 توما هوك .
و نقلا عن مركز فيريل في الولايات المتحدة عن خبير المانى بالدفاعات الالكترونية في تحليله للغز تضارب عدد الصواريخ قال : ان أمريكا لم تبلغ الروس الا قبل مدة قصيرة جدا كى لا يكون لديها وقت كافى لسحب المعدات و الطائرات الموجودة في القاعدة فاضطرت روسيا حسب كلام الخبير لاستخدام الحرب الالكترونية من منظومة (كراسوخا) وقد سببت تشويشا على رداراتالمقاتلات الامريكية سابقا مثل الاواكس الذى لديه أنظمة dircim))و (( drfm .
لكن كاراسوخا 4 كما قال هي الأفضل واسهب في القول ان هذه المنظومة عطلت نظام gpsوهذا كافىلاحداث العمى الجغرافي و سقطت باقى الصواريخ في البحر و قال الخبير ساخرا يمكن إعطاء الصاروخ أهدافا وهمية و يقصفها و تظن واشنطن انه وصل هدفه اذن نلاحظ حتى التحليلات الغربية تصدق الرواية الروسية في عدد الصواريخ وتحاول إيجاد كيفية اختفاء تلك الصواريخ لكن في المقابل روسيا الرسمية اطلقت تصريح سقوط ال23 صاروخ وتركتنا تائهين دون معرفة كيف وأين وما هو مصيرهم بالضبط هل هو مجرد تصريح لافساد نشوة النصر عند الامريكان والتقليل من نجاح الضربة و التشكيك بالقدرات الامريكية واذا افترضنا ذلك لماذ لم يرد البنتاغون على ذلك التشكيك هل هو التلاسن من بعيد خوفا من الاقتراب و الاحتكاك الفعلى لان الخبير الروسى العسكرى فلاديسلاف شوريغين عندما سئل عن عدم استخدام روسيا لمنظومة اس400 و اس300 قال ان روسيا تحلت باعلى درجات ضبط النفس لأننا لو اسقطنا تلك الصواريخ لكان هناك مواجهة نووية و أيضا هذا الرد هروب لعدم الإجابة على لغز الصواريخ المفقودة لان الحوادث العارضة لا تؤدى لحرب نووية سريعة خاصة بين قوتين نوويتين متوازيتين .
اذا لماذا صرحت روسيا بتلك الصواريخ المفقودة و تركتنا في حيرة ؟!! ، و لم تؤكد هل ذلك له علاقة من بعيد بعدم احراج ترامب ؟!! ، وتركه يؤكد فكرة الابتعاد عن روسيا ليحمى نفسه من المعارضين لسياسة التقارب معها من الجمهوريين اليمينيين في كل الأحوال الكورة في الملعب الامريكى اذا لم تثبت أمريكا عكس التصريح الروسى وان جميع صواريخها ال59 سقطت في القاعدة السورية فهذه المرة التكنولوجيا الامريكية في حالة الدفاع و بحاجة لاثبات انها ما زالت في حالة التفوق على نظيرتها الروسية .
الكاتب:باحث فى العلاقات الدولية
Tamaly200552@gmail.com
اقرأ للكاتب :
تفجير سانت بطرسبورغ خطير لكن مختلف