أنور السمراني يكتب : رباعية تطبيقية في سيرة الحب “من منظار الإيزوتيريك”

لقد بات معلومًا لدى المطّلعين على علوم الإيزوتيريك، أن الحبّ في حياة المرء عاملاً أساسيًّا (إن لم نقل إلزاميًّا…) لتطوير الوعي. كما وانّ علوم باطن الإنسان (الإيزوتيريك) تنفرد بالتطرق إلى الحبّ من النواحي الداخليّة، تلك التي ترتبط بأجهزة وعي الإنسان الذبذبية (الأجسام الباطنية)، وتربطها بالأبعاد الخفية… وصولاً إلى التسامي في المحبّة التي تتفتّق عطاءً من الذات الإنسانيّة!

والإيزوتيريك يشدّد على كون شعور الحبّ فعل يخضع للصناعة والتصنيع، ويذكّر أنّ أهم ركيزة للنجاح في الحبّ هي وجود الإنسجام الفكري بين الحبيبين! هذا وكتاب “تعرّف إلى الحبّ” بقلم الدكتور جوزيف مجدلاني (ج ب م)، مؤسس مركز علوم الإيزوتيريك في لبنان والعالم العربي، يفي بالغرض المقصود من تعريف وتوضيح وتطبيق عملي لوعي الحبّ ورفعه إلى مصافّ الحبّ الكبير… أما الرباعية التطبيقية موضوع حديثنا والتي تشكل قاعدة متينة لبنيان علاقة حبّ واعية، فهي:

إيجابية – ثقة – تواصل – مصارحة

1- الإيجابية: وأهمها “السعي الإيجابي”. السعي لتحقيق تطوّر الحبيبين معًا، انطلاقاً من الإيمان الواعي بما يشير إليه الإيزوتيريك، وهو أنّ “علاقة الرجل بالمرأة هي علاقة نقصان يبحث عن كماله”…

2- الثقة: والمطلوب هنا الثقة القويّة بالنفس، كما الثقة الكاملة بالشريك.

3- التواصل بين الشريكين (وفي الاتجاهين): وهو التمرين الأهم بينهما. إنّ التواصل الصحيح والمستديم هو بحدّ ذاته العامل الشافي لتحقيق الإنسجام والتطور في العلاقة. ونذكّر هنا بما ورد في كتاب “تعرف إلى الحبّ” ص106: “إنّ بساطة التعبير بين الحبيبين تقرِّب الحبّ إلى جوهره، إلى صدق حقيقته. ذلك لأنّ بساطة التعبير تشكل المدخل إلى تحقيق شفافية النفس، الهدف الأوّل للحبّ بامتياز”.

4-  المصارحة: إنّ كل ما تقدّم لا يؤدي إلى وعي من دون مصارحة تغور في التفاصيل، والمصارحة الحقّ هي مصالحة النفس مع الذات، قبل مصارحة الآخر…

تجدر الإشارة إلى أنّ البنود المذكورة أعلاه تعمل في اتجاهين، الأول الإتجاه الموجب وهو استعمالها لتقوية العلاقة والتطور بها إلى مراتب سامية (وهذا هو المطلوب)؛ والثاني الاتجاه السالب وهو استعمالها لحلّ المشاكل التي تتعرض لها العلاقة. لنتأمل هنا في نصيحة الإيزوتيريك التي تدعو السائر على درب المعرفة أن يسعى للتطور عبر المعاناة بدلاً من الألم…

لو ألقينا نظرة تقييمية صادقة شاملة انطلاقًا مما ذكر أعلاه، ستتكشّف لنا أسرارًا دفينة هاجعة في أعماقنا… أسرارًا لربما ما بحنا بها من قبل، ولا حتى لأنفسنا…

من ناحية أخرى، يشرح الإيزوتيريك أنّ نجاح العمل في عالم المادة مبني على أساس تحقيق 70% منه. من هذا المنطلق، المطلوب السّعي في الدرجة الأولى إلى تحقيق ما يقارب تلك النسبة لنكون على الطريق الصحيح، ومن بعدها رفع النسبة تدريجًا ونحن نسلك درب التفوق في الحبّ ونرتفع إلى محاكاة الحبّ الكبير… الكامن في الذات.

وفي الختام، يسعدني أن اقتطف باقة كلمات حكيمة من حديقة الإيزوتيريك البليغة، كلمات هي الأحب على قلبي، من كتاب “اللاوعي إن حكى” بقلم ج ب م:

“ليس المهم أن نحب بل أن نعرف كيف نحب ، وليس المهم أن نسير بل أن نعرف إلى أين الوصول ،تلك هي حكمة الحياة، وذلك هو هدف الوجود…”

شكرا للتعليق على الموضوع