يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
منذ الأيام الاولى لشهر رمضان و انا اتابع مسلسل ” لا تطفىء الشمس ” و شدنى لمشاهدته و متابعته لأسباب عديدة فوجدت فيه الكثير من الرسائل و المكنونات التى تحفز و بشدة على الكتابة …
الا ان حلقة الْيَوْمَ بالأخص جذبتني بسبب مشهد عبقري و رئيسى ، كان له كبير الاثر على …
فلم استطع حتى الالتفات بعيناى بعيدا عن الشاشة بل ظلتا مرتكزتين على المشهد بكل تركيز …
فوجدتني بعفوية بالغة ابتسم ابتسامة ذلك الذى فهم و استوعب اخيراً شيئاً هاماً ، استعصى عليه فهمه من قبل …..
منذ اول حلقة و فيفى الأخت الكبرى تظهر لنا كشخصية جادة جدا ، عنيفة الى حد كبير ، غير قادرة على إظهار اى مشاعر من اى نوع تصل آلى حد الجفاء التام ، بالكاد تبتسم ، لا تضحك بتاتاً …
لا تتفاعل مع أمها او اخواتها ، حتى خطيبها تصل الى حد الجماد فى ردود افعالها معه …
جميع تصرفاتها بحساب ، كل كلامها بميزان حساس ، لدرجة انها توحى لك انها أشبه بالصنم…
تبدو كمن همّ بمعاندة نفسه ، أكثر من معاندته للدنيا بمن فيها
حتى فى حفلة عيد ميلادها التى فاجأها بها اَهلها و خطيبها ، أتى رد فعلها بارداً فاتراً لدرجة الاستفذاذ …
حتى آنت تلك اللحظة اللى قرر فيها اخوها الصغير ان يلعب لها أغنية طفولية كان والدها يرددها لها و هى صغيره و يرقص معها علي أنغامها …
فى هذة اللحظة ، تبدلت فيفى فى ثانيه بشكل سحرى و مفاجىء لنرى أنثى لأول مره …
لنرى شخصية لم نرها على مدى عشر حلقات كاملة …
كسى وجهها ابتسامة رااااااااائعة ساحرة ، وتلون وجهها بلون الفرح ، و لأول مره نراها تتخلى عن جديتها الزائدة و خشونتها المفرطة، فتنطلق لترقص و تتمايل و تدور ، لتتحول لتلك الطفلة الصغيرة البريئة العفوية التلقائية …
او ربما لم تتحول بل انسدل الستار الزائف عنها فكشف عن طبيعتها المختبأة بعيداً عن اعين الناس …
و هنا ابتسمت حين ادركت ان داخل كل منا طفل لا يموت ، بل يختبيء احياناً داخلنا لسبب او اخر …
ربما خوفاً من إبراز مشاعرنا ، ربما خوفاً من انتهاز الآخرين لعفويتنا ، ربما ظناً منا انه ليس زمن الطفولة ، ربما لان الجراح و الآلام التى مررنا بها جعلتنا نتوخى الحذر فنرتدى ذلك القناع الزائف من باب الوقاية ، ربما لاننا فقدنا من كان لهم القدرة على اخراج ذلك الطفل ليلعب و يلهو ، فلم نعد نجد من يشاطرنا ذلك الإحساس …
ربما … ربما … ربما
حتى يأتى فجاة بدون مقدمات ذلك المحفز الذى يغرى الطفل داخلنا بالخروج من مخبأه ليعود آلى الحياة من جديد …
اقرأ للكاتبة :
لا احد يشبهنا و لا نحن نشبه أحداً