مجدى قاعود يكتب : رسالة جاءت متأخرة

لم أحتار من قبل فى إختيار عنوان للمقال مثلما احترت هذه المرة ، فلا أعلم من اين ابدأ ، والى اين انتهى .

فعندما انتوى كتابة مقال ، افكر فى الموضوع والمضمون والاسم والمقدمة ثم الخاتمة ، وما أرغب ان اوصله للقارئ .

لكنى فى هذه المرة توقفت كثيرا ، فى كل المحتوى الذى ذكرته آنفا .

فليست لدى مقدمات ولا مضمون ولم اجد عنوان للمقال ، ولم اعلم كيف ساصل للخاتمة ، وهل ساستطيع ان يصل ما أريده للقارئ .

لى صديق عزيز تعرفت عليه اثناء عملى كمدير للشئون القانونية بنادى هليوبوليس الرياضى ، رجل دمث الخلق ، بشوش الوجه ، لايذكر الناس الا بالخير ، اضافة الى علمه الوفير فى عمله كمستشار قانونى .

التقينا اكثر من مرة داخل النادى ، وتبادلنا ارقام الهواتف ، وأصبحنا على اتصال متواصل نتشاور فى الكثير من الشئون القانونية ، والحياة العملية فى مختلف الامور .

أكثر ماربطنا ببعضنا البعض كعادة المصريين ، التهانى بالاعياد والمناسبات ، كان سباقا دائما للتهنئة فى كل المناسبات ، وكنت دائما اتصل عليه واقول له – اتركلى مرة اسبققك فى التهنئه .

جاءتنى رسالة منه وانا اتناول الافطار مع اسرتى ، ضحكت ، فسالونى عن سبب الضحك ، فقلت هذا الرجل لم يجعلنى مرة اسبقة بالتهنئة ، دائما يسبقنى فى كل مناسبة .

اكملت فطورى ولم افتح الرسالة ، وبعد ان انهيت الطعام ، فتحت رسالة صديقى العزيز ، ليفاجا الجميع بصوتى الحاد والمرتفع (لاحول ولاقوة الا بالله … لاحول ولاقوة الا بالله ) ،

انها الرسالة الاخيرة والتى وصلتنى منك ايها العزيز الغالى ، انها رسالة تخبرنى بان صديقى العزيز قد وافته المنية .

تمالكت نفسي وتلقيت عزاء الاسرة ، وتوجهت لصلاة التراويح ، دعوت له فى صلاتى بالرحمة والمغفرة ، كانت دموعى تزرف حزنا على فراق عزيز على قلبى ، وذكرنى بكل الاعزاء الذين فارقناهم .

المفاجئه التى تفاجئت بها ولم تعنينى من قريب او بعيد ولم اهتم بها طوال حياتى هو نص الرسالة :

” رقد على رجاء القيامة المستشار خليل الحمامى “

علمت من فحوى الرسالة ان صديقى العزيز يدين بالمسيحية – انها المرة الاولى التى اعلم فيها بذلك – منذ تعارفنا من سنين .

رحمه الله عليك ياصديقى العزيز ، غفر الله ذنبك وعفا عنك – هكذا نقول فى الاسلام – وتقدست روحك فى السماء – هكذا يقول اخواننا فى المسيحية – لكنى بعد اليوم لا أعلم من سيهنئنى بالعيد .

خالص العزاء لاسرة الفقيد ، ساذكرك ياصديقى وادعو لك مادام فى العمر بقيه .

لقد ذكرتنى بصديقى العزيز – صبرى – وهي قصه اخرى نكتبها المرة القادمة .

اقرأ للكاتب :

الى متى ؟!!

شكرا للتعليق على الموضوع

مجدى قاعود

رئيس مجلس الإدارة مستشار قانوني صاحب مكتب قاعود للاستشارات القانونية وأعمال المحاماة