حسن الحضري يكتب: سلوك القاضي ودلالته على أدائه الوظيفي
إن القاضي يجب أن يكون من أشد الناس حرصًا على العدل، ويجب أن يظهر ذلك في سلوكه وتعاملاته مع الناس؛ لأنه لا يمكن أبدًا الفصل بين تعامُل الإنسان على المستوى الاجتماعي وبين تعامله على المستوى الوظيفي؛ فالجانبان وجهان لعملة واحدة، والإنسان الذي يظلم الناس في تعاملاته؛ لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يعدل بينهم إذا تولى منصبًا مثل القضاء، وقد كان الصالحون يتهرَّبون من هذا العمل إذا عرضه عليهم الملوك والأمراء؛ خشية أن يجوروا في أحكامهم ولو بغير قصدٍ، أما الآن فقد أصبح العمل في منصب القضاء غاية يسعى إليها من لا يتوافر فيه العدل ولا العلم ولا الحلم ولا الحكمة؛ بل إنَّ بعضهم يسعى إليه والهدف الأول لديه هو الحصول على امتيازات تساعده في المزيد من ارتكاب الظلم.
قراءة المزيد