يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

هناك علامات كثيرة تدل على وصول الإنسان الى مرحلة النضج العقلى والفكري ….

ولكن من وجهة نظرى المتواضعة تبقى واحدة من تلك العلامات ، الأهم من بينهم …

تلك العلامة هى تحلى الشخص بالشجاعة الكافية للاعتراف بالخطأ وقدرته على الاعتذار ….

أقول شجاعة لانه حينها يكون على أتم استعداد لمواجهة ردة فعل عنيفه وعواقب وخيمة من قبل الطرف الأخر…. ربما غضب عارم كحمم بركانية تسقط عليه فتحرقه حتى النخاع ، او ربما عتاب مبرح كضربات السوط على جسد عار أو ربما عبارات لوم جارحة يبتلعها كالسم دون اى خيار …..

والأكثر من ذلك ، ان تكون لديه الشجاعة لتقبل كل ذلك بصدر رحب وقلب متسامح وقوة تحمل

والسبيل الوحيد لتقبل الامور على هذا النحو وبهذا الشكل القاسى ، هو ان نضع فى الحسبان حقيقة مؤكدة لا تقبل التشكيك وهى “فقط من يعتز بك ويهمه امرك ويريد ان يحتفظ بك ، سيلومك ويعاتبك” اما من يختار الصمت ويكتفى بان يدير ظهره لك فقد اسقطك من حساباته بالكامل

يا ترى أيهما تفضل ؟!!

اكاد اجزم انه الخيار الاول

إذن اقل ما تستطيع ان تقدمه له فى المقابل هو ان تصبر ثم تصبر ثم تصبر

اما فيما يتعلق بالقدرة على الاعتذار …. فانه كثيراً ما يخلط المرء الأوراق ببعضها البعض …. فيظن خطأ ان الاعتذار لا يتماشى مع كرامته وكبريائه

وان كلمة “اسف… لقد اخطأت … سامحنى” تنتقص من كرامته وكبريائه …. يا له من فكر ضال !!!!!

لا شك ان الكبرياء والكرامة لا سبيل للعيش بدونهما …. هذا امر مفروغ منه ….

ولكن ان تسئ استخدامهما فيصبحا شماعة تعلق عليها عندك وتعنتك فذلك امر غير منطقى وغير مقبول …

ان تكابر بحجة رفع رايتهما عالياً فهذا تهور قد يكلفك أغلى الناس وأقربهم إليك ….

تذكر جيداً ان البعض يأتى إليك، فيطرق بابك ليعتذر منك … لانك تعنى له الكثير … إياك ان تبخل عليه بالمثل …. فربما قد يأتى اليوم الذى يكف فيه عن طلب السماح منك !!!! حينها كيف ستشعر !؟

ولمن يتلقى الاعتذار … رجاء تقبل الاعتذار وسر قدماً …إياك ان تغريك الرغبة فى اذلال من يعتذر لك … إياك ان تطيل لحظات ضعفه أمامك ….استدعى كل اللحظات السعيدة التى جمعت بينكما وراجع رصيده الضخم الذى أودعه لديك على مو الأيام … فى هذا اليوم وقف بجانبك فى أزمتك وفى يوم اخر شاركك احزانك وفى يوم اخر شاطرك افراحك وفى يوم اخر وقف ليحمى ظهرك ويدافع عنك …..

تذكر كل هذا فذلك ايضاً من علامات النضج

حاول جاهداً الا تغفل عّن حقيقة، كوننا كلنا بشر …. نخطئ بين الحين والآخر … نسئ التصرف أحياناً …. ربما نتخبط ايضاً

وقد نرى الامور من منظور مختلف فيتكون لكل منا وجهة نظره الخاصة …. فلنتعلم ان نستمع الى الطرف الاخر ونهبه فرصة الشرح والتبرير والاعتذار قبل ان نحكم عليه بالإعدام شنقاً !!!!

” التمس لأخيك سبعين عذراً”

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة

يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

شكرا للتعليق على الموضوع