ياسمينا شاهين تكتب: (فاضي الجمعه شوية؟) بيت من هدوء السعادة
منذ أن يفتح الإنسان عينيه على هذه الدنيا ، و هو يبحث عن السعادة !!
بداية من سعادة استيفاء متطلباته الحياتية و استقراره الى أسمى درجات الأهداف ..
فكل ما يقوم به من أفعال سواء أكانت فطرية أو مكتسبة ، إرادية أو لا إرادية ، واعية أو في اللاوعس ، فهي تنتهي إلى نفس الهدف و الغاية ألا و هو “السعادة و فقط”…
حتى من يسعى جاهدا على تحقيق التوازن بين الدين و الدنيا ، فهدفه أيضا هو أن ينل رضا الله تعالى ، فيرزقه الله الجنة و هي “السعادة الأبدية ” !!
و بالتالي فإن السعادة يبدو أنها جزء لا يتجزأ و لا ينفصل من التكوين الجسدي و النفسي للإنسان ، و أنها السر الأعظم لاستقامة حياته و صحته و أنها بلا شك أعظم مكافأة يمكن أن يكافئ بها الله عبده …
و لكن ،،، كم منا حقا يدرك معنى السعادة الحقيقية ؟
و كم منا حقا يبحث عنها بجدية ؟
و كم منا استطاع أن يصل إليها ؟ و هل استطاع أن يحافظ عليها بعد وصوله ؟؟
فإن كان الجميع يبحث عن السعادة و يعتقد بأنها المنتهى الأبدي للرضا و الهدوء النفسي ، فهل منا من يدرك أن هذه السعادة الدنيوية هي أيضا ينقصها الكثير و مازالت تبحث عنه !!!
فالسعادة الدنيوية ينقصها الدوام و الاستمرارية و الاستقرار و الثبات و عدم التقلب ، ينقصها أن تحل مع انتهاء مشكلات الإنسان جميعها و لا تصبح فقط كالمسكن أو المخدر الموضعي المؤقت !
ينقصها مصدرها ، و أن يدرب صاحبها نفسه على أن يرزق السعادة الحلال و لا تكن سعادته منصبة على المعاصي !
فالذي يبحث عن السعادة ، يفتقر حقا الطريقة السليمة للبحث عنها ، فهو يبحث عن مال ، سلطة ، شهرة ، زوجة ، أبناء ، سفر و غيره الكثير من متاع الدنيا الزائل ، و كلما يصل إلى محطة منهم بعد شغف و عمر طويل من البحث ، يكتشف أن ليس سعيدا بعد !! أو لم يعد سعيدا أصلا !!! و أن ما حققه كان شيئا عاديا جداا !! و أن هناك من هم أسعد منه على هذا الكوكب !!
و بالتالي ، فقد السعادة التي قضى عمره كله سعيا وراءها في أول محطة من الاختبار و الابتلاء !!!
و هذا لأنه في ” كتالوج البحث عن السعادة ” لابد و أن يتخذ الإنسان العديد من الخطوات كي يصل الى “الرضا” الذي هو أكثر بقاء و دواما من السعادة و لا يتغير بمرور العمر و تقلب الحال !!
ياسمينا شاهين تكتب: خمس دقائق من النسيان
و لهذا :-
١- على الانسان أن يدرب عقله و يدرك جيدا أن أي سعادة دنيوية هي مخدر موضعي و هذه حقيقة و أن فعلا لحظات السعادة الصادقة هي بضع ساعات أو ربما أيام ، لأنها دنيا و ليس من قوانين الدنيا الراحة الأبدية أو دوام الحال ..
و بالتالي إن آمنت بهذه القاعدة مبدأيا ، لن تجهد نفسك في البحث عن كنز مستمر ليس له وجود على أرض الواقع و من ثم تشتري راحة بالك و عقلك ..
٢- يجب أن تتوقف عن عقد المقارنات التي لا طائل لك منها ، و أن تؤمن بأن الرزق مكفول لصاحبه و ما للإنسان الا الأسباب ، فلكل منا حظه من هذه الدنيا و أن الحظ و القدر ليس مرتبطا دوما بسعادة الإنسان بقدر ارتباطه بمنزلته في الجنة و هي الخير و الأبقى .
٣- تعلم أن تعيش اللحظة ، افرح بما يرضي الله و لا تفكر في دقيقة واحدة تلو هذه اللحظة .
٤- أوصانا الدين الكريم ألا نفرح فرحا مبالغا فيه و لا نحزن حزنا مبالغا فيه أيضا ، فالاعتدال هو سمة التوازن المزاجي و العقلي و السلوكي .
٥- لاتتعلق بالأشياء تعلقا جنونيا و بالتالي عندما تفقدها “و هذه سنة الحياة أيضا ” لا تتألم تألما يودي بك الى المرض !
٦- تواضع و لا تتكلف و لا تزهو بالمظاهر
٧- تعلم أن تحب في الله و تسعد بالله ، فإيمانك بهذا يغنيك عن سعادة الدنيا بأسرها .
٨- كم على ثقه بأن لكل شيء قدر و لكل سبق حادثة و المسسببات تودي للنتائج و لا يوجد شيء صدفة ، فعليك أن تحكم زمام أمورك قدر الامكان ، و على قدر نيتك و عطائك ترزق ، فلكل مجتهد نصيب .
٩- تعلم أن تجعل للسعادة فرصه لتطرق على بابك و لا تكن دائما أنت من تخطط و تلهد وراءها ، اجعلها يوما تأتي لك صدقة و مفاجأة على غير توقع ، صدقني لها حقا طعم مختلف !!
ياسمينا شاهين تكتب: نخلة رأس السنه
١٠- آمن جيدا ، بأن كل نصيحة تقرأها و تسمعها فيما يخص برمجة العقل الباطن و الروحانيات ، هي حقيقة و ليس كلام إنشاء او كلاما نظريا ، فاقتناعك بتسفيه الأمور هو من يدخلك في نفق الجحيم ..
١١- تخلص من أنانية الذات و حب النفس و تعلم أن تسعد بالإيثار و التضحية و العطاء فهو نهر لا ينضب من الخير و النماء.
١٢- تعلم أن تصبر ، فالصبر مفتاح الفرج و الله دوما مع الصابرين.
١٣- انظر دوما لنصف الكوب الممتلئ و تعلم أن تجعل التفاؤل عقيدة.
١٤- انظر دائما إلى غاية و منتهى الشيء و ليس بدايته ، تعلم أن تنظر فيما وراء الأشياء ، فالتأمل و الحكمة من مفاتيح السعادة الراسخة ..
١٥- لا تتغير مع الزمن.
١٦ – تعلم التسامح و الأ تتسرع في الأحكام على الناس و التمس الأعذار و كن أول من يتأسف و برمج نفسك على النسيان ، و إن لم تستطع أن تنسى ، فلا بأس بأن تتناسى ..
و تأكد بأن هذه النقط هي بعض من كثير مما يمكن أن يطرحه كل انسان منا ، فكل منا يعرف حقا ما يسعده و عليه فقط أن يوجه دفته في الطريق السليم ..
و لنؤمن جميعا ، بأن الثقة هي رزق و سعي و ابتلاء و قدر ، فهي تجمع العديد من متناقضات الدنيا ، و أن الإنسان الناجح هو من يعش في هذا الدنيا ” كغريبا أو عابر سبيل ” كما أوصانا رسولنا الكريم “عليه الصلاة و السلام” …
اقرأ للكاتبة
ياسمينا شاهين تكتب: الحب حاجة والجواز حاجة تانية خااالص !!