عادل السعدني يكتب: 30مليار دولار دخل السياحة في 2030
يشهد السوق السياحي المصري لهذا الشتاء 2023، موسما سياحيا مميزاً بشكل كبير، بعد أن عانت البلد من ندرة العوائد السياحية بعد أن ضربت العالم جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كانت مصر إحدى الواجهات المفضلة للروس والأوكرانيين.
فشهدت القرى السياحية في الغردقة ومرسي علم وسفاجا، زيادة في أعداد الأفواج السياحية حيث وصلت نسبة إشغالات قرى البحر الأحمر لأكثر من 80% فيما وصل أعداد السائحين في محافظتي الأقصر وأسوان، 85% من نسبة إشغالات الفنادق.
وتوقعت شركات ووكلاء السياحة المصرية وصول نسبة السائحين الصينيون إلي معدلات المليون سائح لمصر، وذلك بعد قيام 1200 من وكلاء شركات السياحة الصينية بوضع مصر ضمن الواجهات السياحية لهذا العام، بعد أن بدأت السلطات الصينية في التخفيف من قيود جائحة كورونا والتي ضربت العالم في السنوات الثلاث الماضية، ما أدي إلي تراجع عائدات السياحة في مصر وبعض الواجهات السياحية الأخرى علي مستوي العالم، فيما بدأت بعض الدول من التعافي تدريجيا – ومنها “الصين”- والدفع بمواطنيها للتجول حول العالم من جديد.
تأتي مصر على رأس الواجهات السياحية للسائح الصيني، فالشعبين المصري والصيني يمتلكان أقدم الحضارات في العالم، كما أن السائح الصيني يميل لمشاهدة الآثار والأماكن ذات البُعد التاريخي وهو ما توفره مناظر القاهرة التاريخية للصينيين، ونشرت الصين إحصائية رسمية ونقلتها عنهم الصحف المصرية قبل أيام، أن 250 مليون صيني يقومون بجولات سياحية سنويا حولا العالم، وأن حجم الإنفاق الصيني، يأتي تعويضا عن توقف حركة السياحة المتدفقة لمصر من أوكرانيا وروسيا وذلك بسبب الحرب الدائرة بينهما منذ حوالي العام.
وتراهن الحكومة المصرية على السياحة الوافدة إليها والتي تساهم بنحو 10% من حجم الدخل القومي للبلاد، وهو إحدى الأوراق التي تحاول الحكومة المصرية الاستفادة بها خلال المرحلة المقبلة، نظراً لحاجة البلاد إلي توفير العملات الصعبة التي تجلبها السياحة للخزانة العامة للدولة والتي قدرتها مصر بنحو11 مليار دولار، وتوقعت الحكومة أن ترتفع النسبة خلال الموسم الشتوي الذي بدأ فعليا في أكتوبر الماضي.
وخططت الدولة لوصول أعداد السائحين القادمين إليها لـ 30 مليون سائح حتى 2030، وذلك من خلال عمل حملات ونشرات داخلية لحث المواطنين علي أهمية السياحة ومساهمتها في إنعاش الدخل القومي للبلاد، في ظل وجود مشروعات خدمية وإقامة عددا من الطرق والكباري لتسهيل حركة المركبات أثناء زيارات السائحين للبلاد، وهو ما نجحت فيه مصر خلال السنوات الماضية ببناء قاعدة خدمية متكاملة.
اقرأ للكاتب
عادل السعدني يكتب: مصر تبدأ النهوض بالتعاون مع الدول الإفريقية