ناصر اللحام يكتب: عودة الحرب لعدة أيام لتحسين شروط صفقة التبادل الشاملة

نهاية نتانياهو ونهاية الليكود ونهاية جنرالات الجيش وقادة امن إسرائيل ستكون محتومة لو أصيب الاسرى الإسرائيليون بأي مكروه. نتانياهو يعلم ذلك، ويحي السنوار يعلم ذلك أيضا . ولكن القصف بقنابل وصواريخ أمريكية فتاكة على غزة بهذا الشكل يجعلهم مثل باقي الفلسطينيين في خطر محدق، ولا ضمانات انهم جميعا سوف ينجون من هذا القصف المجنون.

وفي قراءتي أن عودة الحرب على غزة كانت لثلاثة أسباب فقط:

– تفريغ شحنة المتطرفين في إسرائيل والذين طالبوا نتانياهو بالعودة للحرب وخصوصا جنرال الجيش يوءاف غالنيت والذي تجاوز نتانياهو بأقصى سرعة من جهة اليمين لتحسين صورته امام اليمين المتطرف.

– الضغط على قيادة حماس الجهاز العسكري والسياسي لتقديم تنازلات في صفقة التبادل.

– محاولة انجاز أي ” نصر ” سياسي في هذه الحرب حيث اتضح للعالم جميعا ان الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي نصر على حماس في غزة باستثناء قتل المدنيين وتدمير المدن.

– ان اطلاق سراح جميع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بات امرا محسوما ، ولو بعد حين. ولذلك تبعات سياسية هائلة على المشهد الفلسطيني كاملا. فهو سوف يقود تلقائيا الى تغيير جذري في القيادة السياسية لمنظمة التحرير وللسلطة الفلسطينية.

ولقد قرأت العديد من السيناريوهات التي تم تسريبها عن رؤية أمريكية للمشهد الفلسطيني، ولكنني وجدتها مجرد سيناريوهات تجمع بين خيال الكتاب الصحفيين، وفشل قادة المخابرات في العالم والعالم العربي لأنهم مثل المخابرات الإسرائيلية لم يتوقعوا ما حدث في السابع من أكتوبر.

1-4

الامر الثابت هو ان القيادة الوطنية هي رؤية واضحة للوصول الى غايات محددة بأدوات محددة وفي فترة زمنية محددة. يرافقها اليات لتنظيم العمل والنجاح فيه بشرط ان يكون هذا النجاح للمصلحة العامة ولمصلحة الوطن. ولم تكن القيادة، ولن تكون لمصلحة شخصية، او مهارات التخلص من المنافسين وان كانت تحدث في جميع أحزاب وقيادات العالم أثناء العمل، ولكنها لا تصبح غاية بحد ذاتها. وهذا ينطبق على جميع القيادات الفلسطينية ومن جميع التنظيمات.

الحرب الحالية يدفع ثمنها المدنيون. اما الحرب القادمة، وهي حرب الانتخابات فلسوف يدفع ثمنها السياسيون الذين ظنوا انهم نجوا من نيران هذه الحرب.

هل تعلمون لماذا خسر تشرشل الانتخابات في العام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية رغم انه انتصر في الحرب على النازية الألمانية؟

لأنه وحزب المحافظين التابع له فشلوا في عملية الإصلاح وإعادة البناء بعد الحرب.

بعد هذه الحرب.. ستندلع حروب شتى منها حرب البقاء، والبناء، والحساب و” الجريمة والعقاب “.

د. ناصر اللحام – فلسطين

اقرأ للكاتب

ناصر اللحام يكتب: أعادتنا إسرائيل ثلاثين سنة للوراء ولكنها أعادت نفسها ألف سنة للورا

شكرا للتعليق على الموضوع